*فرات بوست: تقارير ومتابعات
قتلت القوات الأمريكية 700 من مقاتلي “تنظيم الدولة” المشتبه بهم خلال عام 2022 في جميع أنحاء سوريا والعراق، مما يؤكد كيف تستمر العمليات ضد التنظيم، على الرغم من خسارته للأراضي المادية وتركيز واشنطن المتجدد على تنافسها مع روسيا والصين.
في سوريا، نفذت الولايات المتحدة 108 عمليات مشتركة و 14 بشكل مستقل ضد تنظيم الدولة، بينما نفذت في العراق 191 عملية شريكة. واعتقل 374 عنصراً من التنظيم الإرهابي، بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأمريكية في بيان صدر يوم الخميس.
وقال اللواء “ماثيو ماكفرلين”، القائد الأعلى لفرقة العمل المشرفة على هذه العمليات، في بيان: “إن القدرة الناشئة والموثوقة والثابتة لقواتنا الشريكة العراقية والسورية على القيام بعمليات أحادية الجانب للقبض على قادة تنظيم الدولة، وقتلهم، تسمح لنا بالحفاظ على ضغط ثابت ضد شبكة التنظيم”.
قام الجنرال “مايكل إريك كوريلا“، القائد الأعلى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بتقسيم الحملة الأمريكية ضد تنظيم الدولة إلى ثلاث فئات: استهداف قادة ومقاتلي التنظيم في المنطقة، واحتجازهم، ومكافحة تطرف الأطفال.
‘جيش تنظيم الدولة’
نجحت الولايات المتحدة في العمل مع شركاء محليين لقتل واعتقال عناصر تنظيم الدولة. في عام 2022، قتلت الولايات المتحدة سلسلة من قادة الجماعة في سوريا في كل من الغارات البرية وغارات الطائرات بدون طيار.
لكن هروب عناصر التنظيم من سجن “غويران” في كانون الثاني / يناير 2022 في الحسكة بسوريا، سلط الضوء على التحدي المتمثل في حراسة أعضاء الجماعة المعتقلين. أدى اختراق السجن إلى أيام من القتال ومقتل أكثر من 420 من عناصر تنظيم الدولة و 120 من القوات المحلية.
- وأضاف البيان “هناك ‘جيش منظّم’ محترف، محتجز في العراق وسوريا. يوجد اليوم أكثر من 10 آلاف من قادة ومقاتلي التنظيم في المعتقلات المنتشرة في أنحاء سوريا وأكثر من 20 ألف من قادة ومقاتليه في المعتقلات بالعراق.
إلى جانب السجون، يوجد في شمال شرق سوريا مخيمي الروج والهول المترامي الأطراف، حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من زوجات وأطفال عناصر تنظيم الدولة.
وقال الجنرال كوريلا إن المخيمات تضم “الجيل القادم المحتمل من تنظيم الدولة“، مشيراً إلى وجود أكثر من 25 ألف طفل في مخيم الهول وحده: “هؤلاء الأطفال في المخيم هم أهداف رئيسية لتطرف التنظيم”.
وأضاف: “يجب على المجتمع الدولي العمل معاً لإخراج هؤلاء الأطفال من هذه البيئة من خلال إعادتهم إلى بلدانهم أو مجتمعاتهم الأصلية مع تحسين الظروف في المخيم”.
”تصاعد في الهجمات“
يواجه النموذج الأمريكي لمحاربة تنظيم الدولة في المنطقة تحديات جديدة في عام 2023، حيث تهدد تركيا بتوغل جديد في سوريا يستهدف “قسد“، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة ضد التنظيم.
وتعتبر تركيا قسد امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حرباً منذ عقود من أجل مزيد من الحكم الذاتي للأكراد الذين يعيشون في جنوب شرق تركيا. وتعتبر الولايات المتحدة الجماعة، المعروفة باسم حزب العمال الكردستاني، منظمة إرهابية، لكنها تميزها عن قسد.
مواد ذات صلة:
هجـ.ـوم يقتـ.ـل 11 شخصاً في دير الزور و”قسد” تعتقـ.ـل 52 مسلحـ.ـاً
وعلى الرغم من خسارة التنظيم لـ”خلافته” المادية، لا يزال يواصل نشاطه عبر خلاياه النائمة. وفي العراق، يعتقد أن الجماعة تقف وراء سلسلة من الهجمات في ديسمبر/كانون الأول خلفت ما لا يقل عن 14 قتيلاً من الجنود وضباط الشرطة و11 مدنياً.
كما شهدت سوريا تصاعدا في العنف.
أمس الجمعة، قتل 11 شخصاً في “هجوم إرهابي” استهدف ثلاث حافلات تنقل عمالاً من حقل التيم النفطي في دير الزور.
وبحسب مصادر خاصة لفرات بوست، أن “خلايا تنظيم الدولة” نفذت الهجوم.
وبشكل منفصل، قتل ستة مقاتلين أكراد خلال هجوم شنه تنظيم الدولة على سجن في الرقة بسوريا. وقالت قسد يوم الخميس إنها بدأت هجوماً على التنظيم.