نواف البشير في لبنان خلال أيام.. وتشكيل ميليشيا عشائرية على سلم أولوياته

by admindiaa

 


خاص – فرات بوست

كشفت تسجيلات صوتية مسربة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعلومات خاصة حصلت عليها “فرات بوست”، توجه نظام الأسد إلى استغلال عدد من الشخصيات العشائرية الموالية له، من أجل دفع اللاجئين السوريين، من أبناء المنطقة الشرقية إلى العودة إلى مناطقهم، مقابل الانتساب إلى ميليشيا يجري تشكيلها حالياً، عمادها أبناء العشائر، وتخضع لـ”الحرس الجمهوري” التابع لقوات النظام.
هذه المعلومات جاءت ضمن حديث ذكره نواف البشير من شيوخ عشيرة البقارة، والذي أعلن ولائه للأسد مطلع العام الماضي، وظهر صوته بوضوح في هذه التسجيلات.
وذكر البشير في هذا الإطار، أنه سيتوجه إلى المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها أغلب اللاجئين السوريين، في الـ12 من الشهر الجاري، بهدف إقناع اللاجئين من أبناء العشائر تحديداً بالعودة، ضمن عملية وصفها بـ”التسوية” للمنشقين ومن تشملهم الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية في قوات النظام، مع التلويح بأن بقائهم في لبنان لن يستمر طويلاً، وسيتم طردهم في المستقبل القريب.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست”، فإن كلام البشير المسرب كان موجهاً إلى عدد من مؤيدي وأقارب نواف البشير في لبنان، ومن بينهم عمار الحويدة من حي الكلاسة في بلدة مراط، وهو يعمل بتعهدات الدهان، ومعروف عنه ولائه الشديد ودعمه لنواف البشير، ويطلب منهم تهيئة الظروف لنجاح هذه الخطوة.
وأكد البشير وفق ما جاء في هذه التسريبات، إلى أن الميليشيا الجديدة، سيكون المنتسب إليها بمثابة المنتسب لقوات النظام، لكن مع تعهده بأن يبقى عملها ضمن نطاق محافظة دير الزور فقط.
وتأتي خطوة البشير هذه، بالتزامن مع خبر نشره موقع قناة “الجديد” اللبنانية أمس الأول الثلاثاء، وجاء فيه بأن وزير “المصالحة الوطنية” لدى نظام الأسد، علي حيدر، زار للمرة الأولى تجمعات للاجئين في لبنان، ودعاهم إلى العودة ضمن “تسوية” مع النظام.
ورغم ذلك، تشير التوقعات، بأن لا تلقى خطوة البشير أو غيره من الشخصيات العشائرية الموالية للأسد القبول أو النجاح، لعد امتلاكهم التأثير الكبير على أبناء العشائر، الذين يناصب أغلبهم العداء للنظام.
يذكر بأن الأطراف المتنازعة في سوريا، عمدت إلى كسب التأييد العشائري إلى جانبها، واستغلاله ميدانياً، وفي أسوأ تقدير استغلاله إعلامياً، ما يعكس إدراكها أهمية هذا الدور، لذلك احتوى كل منها شخصيات عشائرية موالية له.
تنظيم داعش كان من بين هذه الأطراف التي حاولت استغلال العشائرية بعد سيطرتها على أغلب مناطق دير الزور على عام 2014، ودفع انقسام العشائر بين مؤيد للتنظيم ومعارض له، إلى محاولة استغلال حالة الانقسام هذه، لكنه لم يجد أمامه قادة وشيوخ العشائر من الصف الأول الذين أصبح جلهم خارج المحافظة، كونهم انقسموا سابقاً بين مؤيد للنظام وبين مؤيد للثورة، لذلك تقرب من شخصيات الصف الثاني والثالث، لكن هؤلاء لم يكن لديهم التأثير الكبير.
نظام الأسد من ناحيته، وقبل انطلاق حملته على دير الزور نهاية الصيف الماضي، أقام في دمشق ما سماه مؤتمر “شيوخ العشائر”، وخلاله دعا “الشيخ” نوري عبود الجدعان الهفل أبناء قبيلة العكيدات إلى التعاون مع قوات النظام وإيران وروسيا.
عودة النظام إلى الحديث عن الوتر العشائري، قد يكون خلفه الرغبة في استغلال هذا الجانب سياسياَ وإعلامياً، والأهم من ذلك استغلاله عسكرياً، عبر الترويج لتشكيل عسكري يحاول من خلاله سد النقص العددي الكبير في صفوف قواته، وبالتالي تقوم هذه الميليشيا بسد الفراغ في المنطقة، عندما يتم سحب من يتواجد فيها حالياً إلى جبهات أخرى في سوريا، وعلى رأسها ريف دمشق وإدلب.
النظام وخلال عقود خلت، اتبع سياسة شراء وجوه عشائرية بالمال أو المناصب (كراسي مجلس الشعب على سبيل المثال)، أو من خلال منحهم امتيازات معينة، في سبيل ضمان بقاء مناطقهم تحت جناحه، كما فرض أسماء وشخصيات، على أبناء العشائر لتكون في الصف الأول وممثلة لعشائر المنطقة، ومنحها مكاسب مادية وسياسية وحزبية.
ميليشيا “قسد”، بدورها لجأت إلى استغلال الجانب العشائري، وتداوم على إطلاق تصريحات وبيانات تشير باستمرار إلى انتماءات بعض المنتسبين إليها، مسلطة الضوء على عشائرهم ومناطقهم.
بعض الشخصيات العشائرية، وخلال سنوات الحرب في سوريا، تميزت بتغيير انتماءاتها وولائها، وكان من بينهم من أدعى انتسابه وتأييده للثورة عقب انطلاقتها في مارس/ آذار 2011، ليعودوا إلى أحضان نظام الأسد، وكان على رأسهم نواف البشير، الذي يجهد حالياً للتزلف بشكل أكبر للنظام عبر تشكيل ميليشيا عشائرية، لكن لا يتوقع أن تلقى هذه الخطوة النجاح.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy