خاص – فرات بوست
استفاقت مدينة دير الزور اليوم الجمعة على محتل جديد، بعد تمكن قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها من السيطرة على ما تبقى من أحياء خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، بعد أن أسهم القصف الذي استهدفها منذ سنوات إلى تدمير ما يقرب من 95 بالمئة من أبنيتها.
قوات النظام والميليشيات استطاعت في فترة قياسية (خلال أسبوعين تقريباً) من السيطرة على نحو 60 بالمئة من مدينة دير الزور، وهي التي عجزت منذ ما يزيد على 5 سنوات عن السيطرة على حارة واحدة من هذه الأحياء.
وتقدمت قوات النظام والميليشيات في الساعات الماضية في حيي العرضي والحويقة، وما تبقى من الشيخ ياسين، لتعلن في بيان رسمي بسط سيطرتها على كامل المدينة، بينما أفادت معلومات لـ”فرات بوست” بوجود جيوب مقاومة شمال المدينة من يعض المقاتلين المحليين المبايعين للتنظيم.
واستهدفت قوات النظام دير الزور خلال اليومين الماضيين بعشرات الغارات الجوية، كما شاركت المدفعية وصواريخ أرض أرض في قصف أجزاء من المدينة، ما أدى إلى إلحاق دمار كبير في أبنيتها واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين المحاصرين فيها.
ونزح أغلب من تبقى من المدنيين في الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة داعش في الأشهر الماضية بسبب شدة القصف الجوي الذي استهدف مناطقهم، وبقى عدد يقدر بنحو 900، لم يتمكنوا من الخروج، ليحاصرهم النظام والميليشيات بعد سد جميع منافذ المدينة.
وآخر ما حصلت عليه “فرات بوست” من معلومات، تفيد بأن من تبقى من المدنيين تجمعوا في حويجة كاطع بعضهم من جرحى، وكانت تجري محاولات للسماح لعبورهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا “قسد” دون معرفة مصيرهم بعد ذلك.
وكان الجيش السوري الحر قد تمكن من طرد قوات النظام من عدد من أحياء مدينة دير الزور في يونيو/ حزيران 2012، واستمر في التقدم إلى أحياء أخرى خلال عامين ونيف وتقليص سيطرة النظام، قبل أن يهاجم عناصر داعش دير الزور ريفاً ومدينة، ليطردوا فصائل المعارضة منها.
أحياء غرب المدينة وأخرى في شرقها بقيت خاضغة لسيطرة قوات النظام عمدت داعش إلى محاصرتها في بداية عام 2015، دون التمكن من اقتحامها والسيطرة عليها.
149