*فرات بوست: تقارير ومتابعات
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن “الغارات الإسرائيلية” قتلت أكثر من 356 لبنانياً بينهم 24 طفلاً، في أعنف قصف منذ حرب إسرائيل وحزب الله عام 2006.
ويأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه “الجيش الإسرائيلي” السكان في جنوب وشرق لبنان من إخلاء منازلهم قبل حملة جوية موسعة ضد حزب الله.
نزح آلاف اللبنانيين من الجنوب واكتظ الطريق السريع الرئيسي المؤدي من مدينة صيدا الساحلية الجنوبية بالسيارات المتجهة نحو بيروت في أكبر نزوح جماعي منذ قتال عام 2006.
وأصيب أكثر من 1000 شخص آخر في الضربات – وهي حصيلة مذهلة ليوم واحد لبلد لا يزال يعاني من هجوم مميت على أجهزة الاتصال الأسبوع الماضي.
- وأمرت الحكومة بإغلاق المدارس والجامعات يوم الثلاثاء في معظم أنحاء البلاد وبدأت في إعداد ملاجئ للنازحين من الجنوب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب 800 هدف يوم الاثنين، قائلاً إنه يلاحق مواقع أسلحة حزب الله.
أصابت بعض الغارات مناطق سكنية في بلدات في الجنوب وسهل البقاع الشرقي. وإحدى الغارات استهدفت منطقة حرجية بعيدة مثل جبيل في وسط لبنان، على بعد أكثر من 80 ميلاً من الحدود شمال بيروت. وقال الجيش إنه يوسع الغارات الجوية لتشمل مناطق من الوادي على طول الحدود الشرقية للبنان مع سوريا.
لطالما كان لحزب الله وجود راسخ في الوادي، وهو المكان الذي تأسست فيه الجماعة في عام 1982 بمساعدة الحرس الثوري الإيراني.
وكرر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال “دانيال هاغاري” تحذيراته التي حث السكان على إخلاء المناطق التي يخزن فيها حزب الله أسلحته على الفور بما في ذلك في الوادي.
- تركت التحذيرات الباب مفتوحاً أمام احتمال أن يعيش بعض السكان في المباني المستهدفة أو بالقرب منها دون أن يعرفوا أنهم معرضون للخطر.
في غضون ذلك، قال حزب الله في بيان إنه أطلق عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك على موقع عسكري في الجليل.
كما استهدفت لليوم الثاني منشآت شركة رافائيل الدفاعية، ومقرها في حيفا.
وبينما كانت “إسرائيل” تنفذ الهجمات، أبلغت السلطات الإسرائيلية عن سلسلة من صفارات الإنذار من الغارات الجوية في شمال إسرائيل تحذر من إطلاق صواريخ قادمة من لبنان.
*مواد ذات صلة:
انفجارات لبنان: اختراق أمني وضربة قوية لشبكة اتصالات “حزب الله”
تحذيرات الإجلاء هي الأولى من نوعها منذ نحو عام من الصراع المتصاعد باطراد وجاءت بعد تبادل كثيف لإطلاق النار يوم الأحد.
وأطلق حزب الله نحو 150 صاروخاً وقذيفة وطائرة مسيرة على شمال إسرائيل رداً على ضربات أسفرت عن مقتل قائد كبير وعشرات المقاتلين.
وقد أثارت الضربات المتزايدة والضربات المضادة مخاوف من اندلاع حرب شاملة، حتى في الوقت الذي لا تزال فيه إسرائيل تقاتل حماس في غزة وتحاول إعادة عشرات الرهائن الذين احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر.
وتعهد حزب الله بمواصلة ضرباته تضامناً مع الفلسطينيين وحماس، وهي جماعة مسلحة مدعومة من إيران. وتقول إسرائيل إنها ملتزمة بإعادة “الهدوء” إلى حدودها الشمالية.
أفاد صحفيو وكالة “أسوشيتد برس” في جنوب لبنان عن غارات جوية مكثفة استهدفت العديد من المناطق صباح الاثنين، بما في ذلك بعض المناطق البعيدة عن الحدود.
وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية التي تديرها الدولة إن الضربات ضربت منطقة غابات في محافظة جبيل بوسط البلاد ، على بعد حوالي 130 كيلومترا (81 ميلاً) شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية ، لأول مرة منذ بدء التبادلات في أكتوبر/تشرين الأول.
كما قصفت إسرائيل أهدافاً في منطقتي بعلبك والهرمل في شمال شرق البلاد، حيث قتل راعٍ وأصيب اثنان من أفراد الأسرة، وفقاً لوكالة الأنباء.
- وأضافت أن 30 شخصاً أصيبوا في الضربات.
وطلبت وزارة الصحة اللبنانية من المستشفيات في جنوب لبنان وسهل البقاع الشرقي تأجيل العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها لاحقاً.
وقالت الوزارة في بيان إن طلبها يهدف إلى إبقاء المستشفيات جاهزة للتعامل مع المصابين جراء “العدوان الإسرائيلي المتزايد على لبنان”.
- وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل تركز على العمليات الجوية وليس لديها خطط فورية لعملية برية.
وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشياً مع اللوائح، إن الضربات تهدف إلى الحد من قدرة حزب الله على شن المزيد من الضربات على إسرائيل.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن السكان تلقوا رسائل نصية تحثهم على الابتعاد عن أي مبنى يخزن فيه حزب الله الأسلحة حتى إشعار آخر. “إذا كنت في مبنى يضم أسلحة لحزب الله، ابتعد عن القرية حتى إشعار آخر”، جاء في الرسالة العربية، وفقاً لوسائل الإعلام اللبنانية.
وقال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري في بيان إن مكتبه في بيروت تلقى رسالة مسجلة تطلب من الناس مغادرة المبنى.
وقال مكاري “يأتي ذلك في إطار الحرب النفسية التي ينفذها العدو”، وحث الناس على “عدم إيلاء الأمر اهتماماً أكثر مما يستحق”.
ولم يتضح على الفور عدد الأشخاص الذين سيتأثرون بالأوامر الإسرائيلية.
وقد أفرغت المجتمعات المحلية على جانبي الحدود إلى حد كبير بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي. واتهمت إسرائيل حزب الله بتحويل مجتمعات بأكملها في الجنوب إلى قواعد للمتشددين مع قاذفات صواريخ مخفية وبنية تحتية أخرى. وقد يدفع ذلك الجيش الإسرائيلي إلى شن حملة قصف عنيفة بشكل خاص، حتى لو لم تتحرك قوات برية.
- وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف أكثر من 150 موقعاً في وقت مبكر يوم الاثنين.
نشر سكان قرى مختلفة في جنوب لبنان صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي للغارات الجوية وأعمدة كبيرة من الدخان. كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام التي تديرها الدولة عن غارات جوية على مناطق مختلفة.
وأسفرت غارة جوية إسرائيلية على إحدى ضواحي بيروت يوم الجمعة عن مقتل قائد عسكري كبير لحزب الله وأكثر من عشرة مقاتلين، فضلاً عن عشرات المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال.
في الأسبوع الماضي، انفجرت آلاف أجهزة الاتصالات، التي يستخدمها أعضاء حزب الله بشكل رئيسي، في أجزاء مختلفة من لبنان، مما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة ما يقرب من 3000.
- وألقى لبنان باللوم على إسرائيل في الهجمات، لكن إسرائيل لم تؤكد أو تنفي أي مسؤولية.