خاص – فرات بوست
بعد إعلان تشكيل المليشيا الانفصالية وحدات حماية الشعب YPG عام 2011م في الحسكة ، لم يكن إقحام العنصر العربي ضمن صفوفها مرغوبا به من قبل القيادات الكردية القنديلية ، باعتبار أن هذا الفصيل المسلح كان معتبرا نفسه حاملا للمشروع القومي الكردي الانفصالي البحت، وبالتالي ليسوا بحاجة إلى العناصر العربية التي يكنون لها الكره والعداء ، إذ إن إيديولوجيا حزب PYD تعتبر أن العرب هم حالة طارئة ، ويجب أن يعاملوا معاملة المحتل والمغتصب للأرض !
فضلا عن ذلك فإن الحزب المذكور لم يكن بحاجة إلى العدد الكبير من المقاتلين لحماية الأحياء والقرى ذات الأغلبية الكردية : (حي الصالحية -حي المفتي – حي تل حجر – عامودا – الدرباسية …) غير أن منهج الخطف والتجنيد الإجباري منذ بداية السيطرة ، ظل مستمرا ، ومستهدفا العوائل الكردية بشكل خاص !
وبحسب مراقبين يعتبر عام 2014 م وصمة عار تلاحق الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ففي هذا العام تم اختطاف العديد من البنات الكرديات القصر (في القامشلي وعامودا وبعض القرى الكردية ) ومن ثم تم إقناعهن وتجنيدهن من قبل وحدات حماية المرأة YPJ التابعة للحزب المذكور :
-الطفلة(حزبية وليد شيخموس ): من مواليد عام 2000م تم اختطافها بتاريخ 28/12/2014 من أمام مدرستها ، في حي الهلالية (مدرسة عبدالرحمن مقصود ) بمدينة القامشلي ، وبعد أيام قليلة من اختطافها أخبر أهلها بانضمامها للمقاتلين YPG وستتوجه بالأيام القليلة إلى جبال قنديل !
-الطفلة (همرين عيدي ) : عمرها 14 عاما ، وقد تم اختطافها وتجنيدها من قبل YPG ،وبعد مظاهرة قام بها معظم أهالي عامودا من أجلها ،ظهرت بفيديو مصور من قبل إعلام اليبكا الذي كان محرجا بعض الشي من قبل الناشطين الأكراد ، وقد حاولت همرين أن تقنع المشاهدين بالمعاملة الحسنة التي تلقتها ، رغم أن آثار التعب والخذلان كانت واضحة عليها وهي متكورة على نفسها !
– الطفلة (ندى حسن سينو ) : عمرها 14 عاما ، تم اختطافها من قبل YPG من قرى عامودا
-بالإضافة إلى العشرات من الفتيات والمراهقين القصر ، وليست (بهزاد دورسن ) آخر الضحايا ..
لكن مجريات الأحداث وابتلاع البقعة الجغرافية الكبيرة ، بعد انحسارتواجد فصائل الجيش الحر في المنطقة ، غيرت القناعة وتم تعديل التوجه ، فبدأت عمليات الترغيب بالتطوع عن طريق المال والوسائل الإعلامية الكثيرة لدى حزب PYD، وعندما رأى الحزب أن هذا الأسلوب طويل الأمد من حيث النتيجة ، وأن العدد المطلوب مازال غير كاف ، أوعز إلى جناحه العسكريYPG بتفعيل سياسة الاعتقال العشوائي والتجنيد الإجباري ، وتم التركيز على تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب العرب وزجهم في جبهات القتال البعيدة ، كي يتم إحداث توازن ديموغرافي في المنطقة ، بعد هجرة المئات من الشباب الأكراد إلى كردستان شمال العراق و أوربا ، هربا من سياسة البطش والقمع التي مورست عليهم من قبلYPG
ومنذ النصف الثاني من عام 2016م قامت YPG بحملات المداهمة بشكل شبه يومي ، وعملت على إحداث المزيد من معسكرات التدريب في ريف الحسكة والقامشلي ، بالإضافة إلى القرى العربية التي تسيطر عليها ، فضلا عن الريف الشمالي للرقة ..
ولم تقتصر عمليات الاعتقال والتجنيد القسري على الحواجز الثابتة والطيارة ، بل تعدت ذلك إلى اعتقال العديد من الشباب العرب النازحين من دير الزور ، والعمل على تضييق الخناق على القطاعين الزراعي والعقاري، وفرض الضرائب واحتكارالتجارة بأنواعها لصالح ميزانية حزب PYD غير المعلن عنها إلى هذه اللحظة ، ثم استغلال الحالة المادية والوضع المعاشي الصعب الذي تعاني منه أغلب العوائل في محافظة الحسكة وبقية المناطق ، حتى بات الراتب الضئيل الذي يتلقاه ممن يعتقل ويجند إجباريا من قبل YPG بالإضافة إلى الخوف من التعذيب أو التهجير (من الأسباب الرئيسة) في امتناع معظم العوائل والأفراد عن التصريح بشكل مباشرعن مسألة التجنيد الإجباري بشكل عام ، وحتى عن موضوع تجنيد الأطفال بشكل خاص ، الأطفال الذين هم دون سن ال18 عاما .
يذكر أن إعلان المليشيا الانفصالية YPG عن حملة التجنيد الإجباري في المناطق التي تسيطر عليها ؛كان بهدف سد النقص الحاد الذي تعرضت له كودارها جراء معركة الرقة ، ولشرعنة تواجدها غير المرغوب به من قبل أهل المنطقة ، بالإضافة إلى النزوح و الهجرة الكبيرة للشباب إلى خارج المناطق التي تسيطر عليها مليشيات YPG .والأدهى من ذلك أن نسبة العرب الذين جندوا ضمن (قوات قسد ) أصبحت نسبة كبيرة تتجاوز ال60 % لكن دون وجود لأي عنصر عربي في موقع القيادة الفعلية !
1 تعليق
حسبنا الله ونعم الوكيل