نعت صفحات ناطقة باسم نظام الأسد وأخرى موالية له، السبت الماضي، العميد جمال روزق رئيس فرع الأمن العسكري بدير الزور، الذي لقي مصرعه على طريق حمص – دير الزور، مشيرة إلى أنه قتل بحادث سير وهو في طريق عودته إلى عمله، بينما أدعت مواقع وصفحات أخرى أن “حادث السير” وقع على طريق حمص – طرطوس، وهو في طريق العودة من دمشق بعد تنفيذه “مهمة رسمية”.
“فرات بوست” وعبر مصادرها داخل مدينة دير الزور، حصلت على معلومات خاصة، تؤكد أنه لقي مصرعه في عملية اغتيال، وليس في حادث سير كما أدعى إعلام النظام.
المعلومات التي أفادت بها المصادر، تشير إلى تورط رئيس فرع أمن الدولة العميد دعاس دعاس في قتل رزوق، وأن عملية الاغتيال تمت على طريق دير الزور – حمص، بعد متابعة دقيقة لتحركاته.
وتقول التفاصيل في هذا الإطار، إن سيارتين تتبعان لفرع “أمن الدولة” كانتا تراقبان سيارة العميد رزوق ومعاونه الرائد مؤيد ابراهيم، وبعد أن عبرت منطقة هربيشة (30 كم جنوب دير الزرو) بعدة كيلومترات، تم إطلاق النار عليها بكثافة، ما أسفر عن مقتل رزوق ومعاونة، إضافة إلى السائق.
أما عن خلفيات الاغتيال، فتبين المصادر، أنها جاءت على خلفية تصاعد الخلافات بين دعاس وزروق، حول تقاسم مناطق النفوذ والصلاحيات الأمنية بينهما داخل دير الزور عقب طرد داعش منها، ما أدى إلى تهديد زروق لـ”دعاس” بكشف ملفات الفساد الضخمة المرتبطة بالأخير، وخاصة ما تعلق منها بمصفاة النفط المحلية، وتسويته أوضاع عدد من قادة داعش من السوريين، ومن بينهم فراس المظهور الذي كان يعمل في ديوان الخدمات التابع للتنظيم، قبل أن يعقد صفقة لـ”تسوية وضعه” مع دعاس، مقابل مبلغ 25 مليون ليرة، وكان الوسيط في هذه العملية، عمر المظهور شقيق فراس، الذي يعد الذراع اليمنى للعميد داعس، ويعرف بأنه من تجار الحصار، حيث كسب مبالغ ضخمة طوال فترة حصار داعش لأحياء دير الزور الخاضعة للنظام.
ويعرف عن العميد رزوق، بأنه من الذين احتكروا ما بات يعرف في مناطق النظام بدير الزور بـ”تجارة المعابر”، وكان يده اليمنى في ذلك، فراس العراقية قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” بدير الزور، ولعل هذا الاحتكار من الخلافات التي كانت تثار بين الحين والآخر مع قادة النظام العسكريين الآخرين في دير الزور، ومن بينهم العميد دعاس.
وينحدر العميد رزوق من حي وادي الذهب في مدينة حمص، ويعد من قادة النظام البارزين خلال السنوات الماضية في دير الزور، منذ توليه منصبه في أغسطس/ آب 2015، بعد أن شغل سابقاَ رئيس فرع الأمن العسكري لمحافظة اللاذقية.
وتعاقب على رئاسة فرع الأمن العسكري بدير الزور، شخصيات عسكرية كبيرة في نظام الأسد، ومن أبرزها اللواء جامع جامع الذي قتل في دير الزور في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2013.
مصادر لـ”فرات بوست”: رئيس فرع الأمن العسكري بدير الزور قتل على خلفية صراع نفوذ.. وهذه الجهة التي اغتالته
808