سيطر مقتل قاسم سليماني قائد “الحرس الثوري” الإيراني اليوم الجمعة، على ساحة الأحداث محلياً واقليمياً وعالمياً، لما شكل مقتله من مفاجئة للكثير من أعدائه وأصدقائه، ناهيك عن التأثيرات المتوقعة على ملفات عدة، من بينها السورية، وكذلك العراقية واليمنية.
وأعلن المتحدث باسم “الحرس الثوري” الإيراني، مقتل سليماني في قصف أمريكي استهدف سيارته قرب مطار بغداد الدولي، إلى جانب عدد من من قادة “الحشد الشعبي” العراقي، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن ضربة أمريكية قتلت قاسم سليماني، بهدف “ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل”.
وذكرت صحيفة “نيوريوك تايمز”، أن العملية الأمريكية ضد سليماني ورفاقه، تمت بواسطة طائرة من دون طيار، وأشرفت عليها “قيادة العمليات الخاصة المشتركة”.
وقال مسؤولون أمريكيون، إن السيارتين تعرضتا للعديد من الضربات الصاروخية أطلقتها الطائرة المسيرة، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، من بينهم سليماني والمهندس ومسؤول التشريفات في “الحشد الشعبي”، رضا الجابري.
سليماني وفق تعليقات العديد من المتابعين والمحلليين، ليس مجرد ضابط كبير، وقُتل، بل هو “رمز الجبروت الإيراني السياسي والعسكري والديني في الشرق الأوسط، إلى حد أن الجميع بات يعتبره رمز إيران الأول، ومن هنا يمكن القول، إن استهدافه قرار استراتيجي أمريكي وليس مجرد رد على هجوم السفارة ببغداد”. وفق ما عبر عنه الإعلامي فيصل القاسم في تغريدة له على تويتر.
وسائل الإعلام الغربية بدورها نوهت إلى أهمية الحدث، ورأت “وول ستريت جورنال”، أن مقتل سليماني “سيحرم إيران من زعيم يتمتع بالكاريزما والفعالية، ويدير شبكة إيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لكنه يثير أيضاً بشكل كبير فرص حدوث مواجهة عسكرية كبيرة بين واشنطن وطهران ووكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
حديث الفرحة الذي أبداه العديد من الناشطين والسياسيين السوريين بمقتل سليماني، تطرق في بعضه إلى تأثير الحدث على الساحة السورية، وليس الإقليمية فحسب.
الكثير من التحليلات أشارت إلى أن التأثير سيكون على الساحة العراقية خاصة، لا سيما وأن العملية تمت داخل العراق، رغم أن الطائرة التي أقلت سليماني كانت قادمة من الأراضي السورية، وقبل ذلك من بيروت، وبالتالي كان لاختيار العراق مكاناً للعملية وليست سورية أو لبنان، مغزى ورسائل سياسية وربما عسكرية أمريكية.
تأثير مقتل سليماني على الواقع في سورية، ستنعكس بشكل إيجابي حتماً بالنسبة للمعارضين للأسد، لكونه أحد مجرمي الحرب الرئيسيين الذين عملوا على سفك دم السوريين، وتثبيت دعائم نظام الأسد والعمل على حمايته ودعمه عسكرياً في مواجهة الثورة السورية ضده.
من التأثيرات الايجابية لمقتل سليماني، حالة الاحباط لدى الميليشيات الإيرانية المنتشرة في أنحاء البلاد، وأضعاف معنوياتها، لكونه مهندس عملياتها، و”ملهم” عناصرها، وعراب انتصاراتها في الميدان، وهو صلة الوصل ما بين هذه الميليشيات وقوات “الحرس الثوري” الداعمة للأسد داخل سورية.
من التأثيرات لمقتل سليماني كذلك، ما طرحه بعض الصحفيين والناشطين السوريين، من أن طريقة وتوقيت مقتله، يُفند كل الأساطير والخرافات التي زرعتها إيران ومن يؤيدها ممن يطلقون على أنفسهم “محور المقاومة”، حول القدرات الفائقة والعقليات الاستخبارية والأمنية لسليماني وفيلقه وحرسه الثوري، إضافة إلى أن أي مواجهة محتملة ما بين أمريكا وطهران، سيضعف بالتأكيد الميليشيات الإيرانية الداعمة للأسد داخل سورية.
وبالمجمل، رفضت العديد من التعليقات، التحذيرات التي أطلقها البعض حول احتمال اشتعال المنطقة بسبب مقتل الجنرال الإيراني، مشيرين إلى أن ما شهده السوريين يفوق أي احتراق واشتعال جديد، وأن ما سيكون، لن يكون أسوأ مما كان، مع وجود بعض المشككين بإمكانية وجود رد إيراني “مزلزل”، كما أوحت طهرات في رد فعلها على مقتل سليماني.
600