نشرت إحدى المواقع الإعلامية الموالية لـ”قسد” في وقت سابق، تقرير مصور من بلدة الكسرة في ريف دير الزور الغربي، وأظهر فيه آليات تقوم بتسوية أرض كبيرة المساحة، زاعماً أنها لمشروع حديقة بدأ تنفيذه، لتلبية حاجات سكان المنطقة.
“فرات بوست”، وبعد تقصي حقيقة هذا المشروع الذي عرض موقع “جرف نيوز” تقريراً حوله في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، حصلت على معلومات مدعومة بصور وفيديوهات، تؤكد أنه ليس أكثر من مشروع وهمي، وأن الهدف منه الترويج لـ”قسد”، وتقف خلفه إحدى صفقات الفساد، وسط معلومات يجري التأكد منها، وتفيد بأن منظمة دولية ربما تقف وراء هذا المشروع.
ووفق المعلومات التي زودتنا بها مصادرنا، فأن الوضع الحالي للأرض التي عرض منذ أكثر من شهر عمليات تسوية أرضها وإزالة مخلفاتها، تحولت إلى كراج للصهاريج والآليات التي تنقل النفط إلى مناطق النظام في السلمية بريف حماة، بعد تعبأتها من حقول ريف دير الزور في الجانب الخاضع منه لـ”قسد”.
مشروع الحديقة الوهمي الذي ذكرت تقارير إعلامية، أن “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”قسد” هو الجهة المنفذة للمشروع، دون إظهار الداعم المادي لها، ليس أكثر من أنموذج عما يحصل داخل مناطق “قسد” من مشاريع “وهمية”، بعضها تكفلت بها منظمات دولية، وضخت بها الملايين من الدولارات، دون أن تلاقي على الأرض نتائج ملموسة لأسباب عدة، يأتي الفساد في مقدمتها.
وكانت “فرات بوست” قد تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية، من توثيق أكثر من 10 حالات وفاة في مخيمات النازحين بريف دير الزور الواقع تحت سيطرة “قسد”، بسبب انتشار مرض الكوليرا.
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر متطابقة، فإن الكوليرا بدأت بالتفشي في مخيم سفيرة تحتاني بريف دير الزور الغربي، والذي تشير مصادر طبية طلبت عدم الكشف عن اسمها، إلى وجود أكثر من 10 حالات.
وذكرت المصادر ذاتها لـ”فرات بوست”، أن المياه هي السبب المتوقع لانتشار هذا المرض، لأنها تنقل بصهاريج كانت تستخدم سابقاً لنقل النفط، ومع ذلك تعاقدت معها منظمة “التدخل المبكر” العاملة داخل هذه المخيمات، ما يشير إلى وجود حالات فساد، وإهمال متعمد لصحة قاطنيها.
وفي الإطار ذاته، وثقت “فرات بوست” 8 حالات وفاة في مخيم قرية الزغير، تشير مصادر طبية بدورها، إلى أن الكوليرا هي السبب وراء وفاة النازحين على الأغلب، بسبب وجود أعراضها قبيل الوفاة، وأهمها “الإسهال المدمى” (المترافق مع وجود دم).
يذكر بأن المدن والقرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة “قسد” في ريف دير الزور (جزيرة)، يعاني قاطنوها من أوضاع معيشية صعبة وخدمات شبه معدومة، كما تنتشر في تلك المناطق عشرات المخيمات التي تعاني من غياب الخدمات، رغم مرور شهور طويلة على إنشائها، تحت أعين “قسد” والمنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.