حصلت “فرات بوست”، على صور من ريف الحسكة، توضح بدء ميليشيات تابعة لـ”قسد” بحفر خنادق في محيط مخيم مبروكة للنازحين، الذي يضم في أغلبيته مدنيون من أبناء محافظة دير الزور والرقة، أجبروا من قبل ميليشيات كردية على المكوث فيها، وتمنعهم من الخروج إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة.
وتوضح الصور، أن الخنادق والأسوار المحيطة بالمخيم الواقع قرب بلدة مبروكة (45 جنوب غرب مدينة رأس العين)، تشابه ما يتم تنفيذه في معسكرات الاعتقال، وذلك في إشارة إلى رفض “قسد” كل المناشدات المحلية والدولية الداعية إلى الإفراج عن النازحين الراغبين بالخروج، ومنع ابتزازهم، وتوفير الخدمات للمتواجدين بداخل مخيماتها.
وعمدت الإدارة الكردية التي تدير هذه المخيمات وتتبع لـ”قسد”، إلى تركيب كاميرات مراقبة على سور المخيم بالقرب من الخنادق، بهدف منع النازحين من الهرب.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها “فرات بوست” في وقت سابق، فإن كلفة خروج الشخص الواحد من المخيم عبر مهربين معروفين ومتواطئين مع العناصر المكلفة بحماية المخيم وإدارته، تصل إلى 300 دولار، وأحياناً إلى 500، وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة للسوريين في الوقت الحالي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد جراء الحرب.
وتشير شهادات نازحين تمكنوا من الهروب من مخيمات “قسد”، إلى أن تهريب النازحين بعد دفع النقود، يتم بالتواطؤ مع موظفين محليين تابعين لمنظمات الأمم المتحدة.
ويعاني النازحون في هذه المخيمات من ظروف إنسانية صعبة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وقلة الطعام وضعف الخدمات، مع وجود أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والمرضى بين قاطنيها.
وأقيمت هذه المخيمات على عجل في ريفي الحسكة والرقة، وهي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويتعرض فيها المدنيون القادمون من دير الزور والرقة لشتى أنواع المعاناة التي تبدأ بإجبارهم على المكوث فيها لكونهم من العرب القادمين من مناطق خاضعة لسيطرة داعش، ومروراً بعدم وجود أدنى مقومات الخدمات، وصولاً إلى تعرضهم للابتزاز المالي، إن أرادوا الخروج.
ودفع القصف الجوي الشديد الذي تعرضت إلى محافظتي دير الزور والرقة، سواء من قبل النظام أو التحالف أو الروس، إلى ارتفاع وتيرة النازحين إلى مناطق خاضعة لـ”قسد”، ليجدوا أنفسهم مجبرين على المكوث في مخيماتها.
ومن أبرز المخيمات التي أقيمت للنازحين القادمين من مناطق خاضعة لداعش بسوريا، الكرامة وتل أبيض ومبروكة ورجم الصليبي، والأخير مخصص للمدنيين الخارجين من دير الزور، قبيل إجبارهم على العودة إلى دير الزور أو ترحيلهم إلى مخيمات أخرى.
و هناك مخيمات مقامة في ريف الحسكة منذ عام 2003، وخصصت للنازحين العراقيين وأبرزها ريشي والنيروز في المالكية، والهول على طريق القامشلي الحسكة، وهي مخدمة بشكل جيد، بعكس ما هو عليه الحال في المخيمات المخصصة للسوريين من أبناء دير الزور والرقة.
294