ما بين متفائل ومتشائم، يثار جدل بين سوريين حول الدور التركي المتوقع لايقاف حملة النظام العسكرية في شمال البلاد، بمشاركة حلفائه من الروس والإيرانيين، وإن كان بإمكان قوات أنقرة، استرجاع ما كسبه النظام من حملته المستمرة منذ نحو شهرين؟
الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أطلق بالأمس تصريحات وتهديدات، وجدها البعض مبهمة، بينما رأها أخرون بأنها تحمل جدية كبيرة لإيقاف تمدد النظام، رغم أن “أردوغان” كرر تأكيده منح مهلة حتى نهاية الشهر الجاري من أجل انسحاب قوات النظام وميليشياته ما وراء النقاط التركية المتوزعة داخل مناطق كانت حتى أسابيع خلت خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة للأسد.
ما جعل البعض مشككاّ في تهديدات المسوؤلين الأتراك، أن قوات النظام حتى اليوم، مستمرة في توغلها بمحيط الطريق الدولي حلب – دمشق في شمال غربي السورية، بعد سيطرتها الكاملة عليه، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012، بالتزامن مع تصاعد حركة النزوح باتجاه الحدود السورية التركية.
الرئيس التركي، وجه إنذاراً قال فيه إن الطائرات التي تقصف المدنيين في إدلب، لن تستطيع التحرك بحرية كما في السابق، وذلك في معرض رده على مقتل 13 من جنوده على على يد قوات الأسد، مشدداً على أن الجيش التركي سيهاجم ميليشيات الأسد وقواته في أي مكان، بالوسائل البرية أو الجوية إذا أصيب أي جندي تركي بسوء.
وأضاف “أردوغان”، في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه، أن أنقرة عازمة على إجبار قوات النظام على التراجع إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في شمال غربي سوريا، مع حلول نهاية الشهر الحالي. وطالب فصائل المعارضة بعدم إعطاء النظام ذريعة للهجوم.
وتابع “إذا أصيب جنودنا في مواقع المراقبة، أو في أي مكان آخر بأي سوء، فأنا أعلن من هنا أننا سنضرب قوات النظام في أي مكان اعتباراً من اليوم، بغض النظر عن حدود إدلب أو حدود اتفاق سوتشي”.
تصريحات الرئيس التركي، لم يمر عليها 24 ساعة، حتى فاجئ وزير دفاعه المحللين والمتابعين للشأن السوري، بتصريحات لا تتوافق مع قاله “أردوغان”، ورأى الكاتب والباحث والمحاضر في الشأن التركي سعيد الحاج، أن تصريحات وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” اليوم حول ادلب تحمل إشارات ونبرة مختلفة نسبياً عن تصريحات “أردوغان” البارحة.
“آكار” تحدث عن إرسال بلاده تعزيزات إضافية “لتثبيت وقف اطلاق النار وجعله دائماً”، بما في ذلك استخدام القوة “ضد أي طرف يخل بوقف اطلاق النار” بما في ذلك”المجموعات الراديكالية”.
وطرح الحاج في هذا الإطار تساؤلاً، قائلاً: إذا بقي النظام في المناطق التي سيطر عليها مؤخراً لكن دون ان يستمر في التقدم، ودون ان يتعرض لنقاط المراقبة التركية، كيف سيكون موقف تركيا وماذا ستفعل في نهاية شهر شباط الجاري؟
وذكّر الحاج في هذا الإطار باستمرار التفاوض بين تركيا وروسيا، داعياً من وصفهم بالمعولين على مواجهة تركية – روسية في سورية، إلى الانتظار طويلا..!!