قال المتحدث باسم الحكومة الصينية “تشاو لي جيان” اليوم الخميس، إن الجيش الأمريكي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية التي كانت الأكثر تضرراً من المرض.
الاتهام الذي جاء ضمن تغريدة لـ”جيان” بالانجليزية في حسابه على تويتر، أثارت مجدداً الحديث عن نظرية المؤامرة التي تطال فيروس كورونا، وتعددت أوجه هذه النظرية، مع تعدد الجهات المتبنية والمروجة لحديث المؤامرة حول كورونا وسر وجوده وانتشاره، ومنهم من ربطه بسبب ديني وعقاب إلهي.
المتحدث باسم الحكومة الصينية، تساءل في تغريدته: “متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان.. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مدينة لنا بتفسير”.
الاتهام الصيني، سبقه كذلك اتهام إيراني، جاء على لسان أعلى المسؤولين فيها، ومن بينهم المرشد الأعلى، وبينوا فيه وجود “مؤشرات ودلائل تعزز فرضية هجوم بيولوجي عن طريق فيروس كورونا”.
بداية انتشار المرض، انهالت الرؤى والتفسيرات بين العرب خاصة والمسلمين عامة، وكثير منها ركز على أنه عقاب آلهي للصينين وحكومتهم، بسبب الجرائم المرتكبة ضد مسلمي الايغور، ورغم بعض الآراء التي لم تتوافق مع هذه الرأي، ومن بينها صادرة عن قادة رأي وعلماء دين، إلا أنهم بالمقابل لم يستبعدوا احتمالية “العقاب الآلهي”.
نظريات “كورونا” وأسباب وجوده، لم تحمل طابعا دينياً فحسب، بل امتد إلى السجالات ما بين القوى الدولية وعلاقات الدول والخلافات السياسية القائمة هنا وهناك، وكان للعرب حصتهم في هذا المجال، وأبرزها في هذا الصعيد، الخلاف القطري السعودي، وسط سجالات بين مؤيدي الجهتين، وتبادل الاتهامات فيما بينهم بالتسبب بالمرض، وانتشاره.
الملفت للنظر، أنه وعلى ضوء الاتهامات المتبادلة ما بين القوى والجهات المتصارعة، سواء سياسياً أم اقتصادياً، كانت التناقضات حاضرة بقوة، عبر تصارع نظريات المؤامرة فيما بين بعضها البعض، وكل يحملُ مبررات وأسباب وادعاءات.
بعد نظرية اليد الأمريكية في إيجاد الفيروس داخل الصين لهدف اقتصادي بحت، كان الرد عليها بنظرية مؤامرة معاكسة، تقول بأن الصين هي من أوجدت الفيروس، لخداع العالم، خاصة الأمريكي، وإجباره على بيع حصصه من فروع الشركات الأمريكية الضخمة داخل الصين، وبأبخس الأسعار.
حديث المؤامرة حول كورونا يبدو أنه لن يتوقف إلى هذا الحد، وهو مرشح لمزيد من النظريات، تزامناً مع تصعيد الفيروس لتواجده وحضوره في مختلف دول العالم.