فرات بوست _كتبت صحيفة الإنديبندنت البريطانية مؤخراً مقالاً عبر موقعها الرسمي تحدثت فيه عن محافظة ديرالزور في ظل موجات الصقيع والثلوج الأخيرة، تحت عنوان “النازحون في شمال سوريا والعراق يعانون بعد تساقط الثلوج لأول مرة منذ 25 عاماً”.
وبالطبع يتضح للقرائ منذ الوهلة الأولى لقراءة عنوان المقال، مدى التهميش الإعلامي الممارس من قبل بعض وسائل الإعلام تجاه محافظة ديرالزور، حيث بدأ الكاتب مستخدماً عنواناً خاطئاً عندما ذكر أن محافظة ديرالزور تقع “شمال سوريا”, إضافة إلى ذكره كلمة “النازحون” التي تعتبر أيضاً مفردةً خاطئةً وذلك لأن مصطلح النزوح يطلق فقط على مجموعات من المدنيين الفارين من مناطقهم نحو مناطق أخرى ضمن ذات الدولة، بينما يعد سكان ديرالزور هم السكان المحليون في المحافظة.
وتابع الكاتب قائلاً: “إن محافظة ديرالزور، المحافظة القاحلة التي تغطي الصحاري القسم الأكبر منها، قلما شهدت أجواءً ممطرةً، وأن معظم المناطق فيها لم تشهد تساقطاً للثلوج منذ أكثر من ربع قرن”، الشيء الذي يعكس ضعف اطلاع الكاتب على تاريخ وجغرافية ديرالزور، التي تعد مدينتها من أكثر المدن تنظيماً من حيث بنيتها التحتية ومرافقها الخدمية، كما تتضمن المحافظة أيضاً عددا آخر من المدن كالبوكمال والميادين والعشارة والقورية وموحسن والشحيل والبصيرة.
كما تغطي الأراضي الزراعية قسماً كبيراً من مساحة ديرالزور، وذلك نظراً لمرور نهر الفرات عبرها وبالتالي خصوبة تربتها، حيث كانت المحافظة تنتج حتى العام 2011 القسم الأكبر من المحاصيل الزراعية السورية، بعكس ما ذكره كاتب المقال حسب وصفه إياها قائلاً: “المحافظة القاحلة”.
هذا وقد وقع الكاتب في نفس الخطأ مجدداً، عندما أطلق مصطلح “النازحون” مرة أخرى على الأقلية الإيزيدية في شمال غرب العراق، عندما قال: “حيث واجه أيضاً آلاف الإيزيديون المشردين بالقرب من سنجار، واجهوا موجة الثلج الغير مسبوقة، بينما يعيشون ضمن خيامٍ لللاجئين هناك”، ثم عاد ليناقض نفسه بنفسه قائلاً: “إلى أن تم تحرير المدينة من قبل قوات
البيشمركَا الكردية في شهر نوفمبر من العام ٢٠١٥”.
وختمت الصحيفة مقالها بأكبر الأخطاء الفادحة، عندما تعمقت في تعريف الأقلية العرقية الإيزيدية على أنها ديانة مستقلة، تشمل كافة الديانات السماوية كالديانة “الإسلامية والمسيحية واليهودية”، وبالطبع لا جدال أبداً في أن الديانة الإسلامية لا تمت للمعتقدات الإيزيدية بأية صلة، الشيء الذي يطرح العديد من إشارات الإستفهام والتعجب حول سبب النشرر والترويج لمثل هذه الأفكار الخاطئة