اعتمد تنظيم الدولة منذ نشأته على تطبيق تلغرام بشكل أساسي للتواصل بين أعضائه، نظراً للخصوصية التي يتمتع بها التطبيق من جهة، ولصعوبة اختراقه، حسب وجهة نظرهم، من جهة أخرى. حتى أن القنوات المقربة من التنظيم، والتي تعتبر رسمية إلى حد كبير، كأعماق وناشر وغيرها من الحسابات، جميعها تعتمد على تلغرام بالدرجة الأولى.
وفي مخيم الهول اعتمد عناصر التنظيم على ذات التطبيق، وبدأوا بالتراسل عبره والتخطيط لما ينوون فعله داخل المخيم وخارجه، حتى أن الأوامر التي تأتي من خارج المخيم إلى العناصر في داخله كانت تتم عبر تطبيق تلغرام.
منذ فترة قريبة، بدأ التطبيق بحملة إغلاق شملت عدداً كبيراً من حسابات عناصر تنظيم الدولة، ومنها حسابات العناصر الموجودين داخل مخيم الهول، إلى درجة بات صعباً عليهم إنشاء حسابات جديدة أو استخدامها دون كشفهم من قبل إدارة تلغرام وإغلاقها، ما جعلهم يضطرون لاستخدام وسائل أخرى كانوا يعتبرونها غير آمنة سابقاً، ومنها إنشاء مجموعات على فيسبوك.
العديد من الصفحات والمجموعات العامة والمغلقة والسرية ينشط فيها عناصر التنظيم الموجودون في مخيم الهول، ومنها مجموعة صغيرة تمكننا من رصدها، والتي أطلق عليها اسم “مآسي مخيم الهول”، ويبدو أن القائمين عليها موجودون فعلاً داخل المخيم، حيث تنشر منشورات متباعدة دون توقيت محدد، ما يعني أن القائمين عليها لا يستطيعون الوصول إلى شبكة الانترنت بشكل متواصل، كما أن ردهم على الرسائل يبدو بطيئاً للغاية بحكم ضعف شبكة الانترنت.
وتنشر هذه المجموعات والصفحات بعض المعلومات التي لا يمكن الوصول إليها إلا للموجودين داخل المخيم، بالإضافة إلى معلومات عامة منشورة في جميع المواقع الإخبارية.
مجموعة أخرى اسمها “مخيم الهول”، تنشر أخباراً بنفس طريقة المجموعة السابقة الذكر، كما أن هنالك صفحة عامة اسمها “مخيم الهول_معتقل الهول”، وهي بالإضافة إلى الأخبار الخاصة بالمخيم، تحاول نشر منشورات تحريضية ضد السلطات المسؤولة عن مخيم الهول.
يسعى عناصر تنظيم الدولة إلى تنويع أساليب التواصل والاتصال بين بعضهم، ويبدو أنهم لن يعتمدوا على تطبيق واحد أو موقع محدد، بل سيحاولون تنويع أساليبهم ليكون لديهم خيارات أكبر في حال حدوث حملات إغلاق لحساباتهم.
500
المقال السابق