فرات بوست
ازدادت في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال سوريا خلال الأسابيع الماضية، حالة الانفلات الأمني، وسط اتهامات للفصائل العسكرية المسيطرة على المنطقة والمدعومة من تركيا بالمسؤولية، جراء تقاعسها عن مكافحتها، أو بسبب وجود اتهامات وشكوك بمشاركة عناصر وقادة عسكريين في بعض عمليات الخطف والسلب والابتزاز الجارية في المنطقة.
ما ميز أغلب هذه الحوادث التي اتسعت مؤخراً، أنها طالت النازحين أيضاً، خاصة من أبناء محافظة دير الزور، الذين ازدادت أعدادهم بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، بعد انطلاق حملتي ميليشيا “قسد” من جهة، وقوات النظام والميليشيات المدعومة من إيران من جهة أخرى، ضد داعش، مما تسبب بنزوح أغلب سكان المحافظة جراء كثافة القصف، والمجازر المرتكبة بحق المدنيين.
“فرات بوست” وبحسب المعلومات الواردة إليها، فإن منطقة الباب في ريف حلب كانت الحاضنة لأبرز الحوادث الأمنية شمال سوريا خلال الأيام الماضية، واستهدفت نازحون من الريف الشرقي لدير الزور.
الحادثة الأولى ضحيتها “مساعد مشاري العيسى”، من قرية الدوير في ريف دير الزور الشرقي، عندما عمدت مجموعة مسلحة إلى اعتقاله من أمام منزله بتاريخ الـ14 من الشهر الجاري، وبشهادة بعض أفراد أسرته الذين كانوا متواجدين لحظة اعتقاله، فإن من اعتقله أدعى انتسابه للجيش الحر.
بعد يوم من الحادثة، تبين زيف ادعاء خاطفيه، الذين اتصلوا بأقاربه المتواجدين بإحدى الدول الخليجية، مطالبين بفدية قدرها 60 ألف دولار، وبعد مفاوضات طويلة، تم تخفيض المبلغ إلى 17 ألف دولار، وتم تسليم الفدية إلى وسيط في مدينة أورفا جنوب تركيا.
الحادثة الأخرى جرت منذ أيام فقط، ووفق المعلومات المتاحة، فإن مجموعة مسلحة، أدعت أيضاً أنها تابعة للجيش الحر، قامت ليل الـ22 من الشهر الجاري، بمداهمة منزل صدام حامد المداد من أبناء مدينة العشارة في ريف دير الزور، بحجة وجود أحد عناصر داعش، لتقوم المجموعة أثناء التفتيش بسرقة مبلغ مالي كبير وأجهزة هواتف محمولة، إضافة إلى اعتقال أحد أفراد الأسرة ويدعى حسام حامد المداد، بتهمة الانتماء لداعش.
هذا ولم يتم حتى الآن معرفة مصير الرجل، الذي أنكرت العناصر الأمنية التابعة للفصائل العسكرية داخل المدينة بوجوده داخل سجونها.
حوادث أخرى أصبحت تجري بشكل شبه يومي داخل مناطق خاضعة لسيطرة فصائل عسكرية معارضة مدعومة من تركيا، وبدأت تثير شكوك المدنيين القاطنين فيها حول دور هذه الفصائل بما يجري حالياً من عمليات سلب ونهب وخطف، وهناك من يلمح إلى إمكانية وجود دور كبير لعناصر وقادة عسكريين لم يترددوا من قبل في استخدام تهمة داعش لابتزاز العديد من النازحين، خاصة من أبناء ريف دير الزور، أو لتحقيق أعمال انتقامية.
يذكر بأن نسبة كبيرة من عناصر داعش وقادتها العسكريون تمكنوا من الهروب إلى خارج سوريا بسبب التسهيلات التي يحصلون عليها من بعض مقاتلي وقادة فصائل “درع الفرات” الذين يتم التنسيق معهم عبر وسطاء، أو بطريقة مباشرة، بعد دفع مبالغ مالية كبيرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يقبع فيه مدنيون داخل سجون هذه الفصائل بتهمة الانتماء إلى داعش دون وجود أي دليل، ومنهم من تم تهديده بإلصاق هذه التهمة به، إذا لم يتم دفع مبالغ مالية كبيرة.