شغلت تهديدات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الأخيرة للأوروبين، بفتح بلاده الباب أمام اللاجئين والمهاجرين للوصول إلى أوروبا، حديث السوريين على مواقع التواصل خلال اليومين الأخيرين، وأغلبها كانت مؤيدة لهذه التصريحات، مطالبة بتطبيقها على أرض الواقع.
ورأى كثير من السوريين في هذا الإطار، أن تهديدات الرئيس التركي هذه المرة جدّية، جراء الوضع الحرج الذي تعيشه المناطق الخاضعة للمعارضة شمال سوريا، وخرق الروس جميع الاتفاقات والهدن المعلنة سابقاُ بضمانة من تركيا، ناهيك عن تدهور واقع اللاجئين السوريين في تركيا، والضغوطات الكبير التي تعرض لها أردوغان وحزبه حيال السياسة المتبعة تجاه اللاجئين، ما أدى إلى رضوخهما لبعض مطالب المعارضة، وكانت الحملة ضد السوريين في اسطنبول أحد نتائجها، ويبدو أنها لن تكون آخرها.
لعل ما أكد صحة الرأي القائل بجدّية تهديدات “أردوغان” هذه المرة، ما قاله نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي أمس الجمعة، من أن حديث الرئيس “أردوغان” عن فتح أبواب تركيا أمام اللاجئين نحو أوروبا “ليس تهديداً أو مخادعة”.
وأكد أوقطاي ، أن “تركيا ليست حارسة لأي دولة ولا مستودع مهاجرين، وليست أيضاً بلداً يدفع فاتورة الأزمات التي افتعلها الآخرون”. وشدد على أن الاعتقاد بأن تركيا ستحتضن موجة هجرة جديدة إذا بدأت، في جميع الأحوال، وعدم المبالاة إزاء هذه القضية، إنما مقاربة خاطئة تماماً.
وأضاف بخصوص تصريح “أردوغان” بأن تركيا قد تضطر لفتح أبوابها: “هذا ليس تهديداً أو مخادعة وإنما حقيقة”.
ونوه المسؤول التركي في هذا الإطار، إلى أن بلاده قامت بواجباتها المتعلقة بالمهاجرين إلى النهاية وستواصل ذلك، مبينًاً أنه في حال استمرار أزمة إدلب والمنطقة، وبدء أزمة هجرة إضافية فلا يوجد فرصة لدى أوروبا للهرب من ذلك.
وتابع: “لا يحق لأحد أن ينتظر من تركيا أن تدفع ثمناً أكثر من الذي دفعته، وهذا ما أوضحه الرئيس”.
التأييد الكبير الذي تلقاه كلام “أردوغان” حول فتح الباب أمام المهاجرين واللاجئين للوصول إلى أوروبا، يحمل دلالات كبيرة، لعل من أبرزها، وصول معظم السوريين في تركيا، إلى أن البلاد التي يعيشون فيها ليست بلاد استقرار، وبالتالي فإن من كان متردداً بين السوريين حول الهجرة إلى أوروبا، وحاول أن يبني مستقبل له في تركيا، بات على قناعة الآن بأن الوصول إلى أوروبا هو الهدف الأنسب له ولعائلته.
الدلالة الأخرى، تشير إلى حقيقة رفض السوريين العودة إلى حضن نظام الأسد، رغم الضغوط والمضايقات التي تعرضوا لها في تركيا أو لبنان وغيرهما، ورغم واقعهم السيء في الشمال السوري الخاضع للمعارضة، حيث يرفض الأغلبية الحل المتمثل في العودة والعيش في مناطق تقع تحت سيطرة النظام، ما يؤكد على حقيقة استحالة وجود للحل للقضية السورية ببقاء الأسد ونظامه، وهي الحقيقة التي ترفض أوروبا وأمريكا ومن خلفهم الروس والايرانيين الاقرار بها حتى الآن، رغم أن الموقف التركي قريب جدا من هذه الحقيقة، ومع ذلك لم تلق أذاناً صاغية.
بناء على الحقيقة الأخيرة، وكما عبر العديد من السوريين، فإن من حق تركيا فتح الأبواب أمام اللاجئين وعدم تحمل تبعات ما يجري في سوريا والتي بقيت مستعصية على الحل الذي لا بديل عنه (إسقاط نظام الأسد)، وبالتالي على من يرى أن بقاء الأسد ونظامه ليست مشكلة بل العكس، تحمل نتيجة هذه القناعات والسياسات.
وكان “أردوغان”، قد قال أمس الأول الخميس: “هل نحن فقط من سيتحمل عبء اللاجئين؟ لم نحصل من المجتمع الدولي وخاصةً من الاتحاد الأوروبي على الدعم اللازم لتقاسم هذا العبء، وقد نضطر لفتح الأبواب في حال استمرار ذلك”.
سوريون يؤيدون “تهديدات” أردوغان بفتح الباب أمام اللاجئين للوصول إلى أوروبا.. ما دلالات ذلك؟
1K