على الرغم من تشابه العادات لدى العديد من المجتمعات العربية إلا أن لكل رقعة جغرافية لها طقوس خاصة تمارسها المجتمعات خلال أيام عيد الفطر المبارك وتسبب إختلافها جمالية لدى معظم الشعوب والذي بدوره ولّد شعور الفضول للتعرف عليها.
لعيد الفطر بهجة خاصة يفرح به المسلمون عامة، وأطلق عليه عيد الفطر نسبةً لكونه أول يوم يفطر به المسلمون عقب صيام شهر رمضان المبارك، وتستمر احتفالات العيد لمدة ثلاثة أيام.
فمن دير الزور المدينة السورية الواقعة على الضفّة الغربية لنهر الفرات في المنطقة الشرقية من سورية، ومع اقتراب عيد الفطر يحرص الناس على شراء احتياجاتهم من السوق بمشهد يعتبر أحد أبرز طقوس تحضيرات العيد لساعات متأخرة من الليل .
إذ تتزين الشوارع والأسواق المكتظة بالزائرين بأبهى حللها، و “ستة إلا ربع” أحد أشهر الأسواق في دير الزور، يتجهز أصحاب المحال التجارية فيه لتلبية طلبات واحتياجات الزبائن ويعملون على زيادة بضائعهم وتتميز بطريقة عرضها بمشهد جميل ملف للأنظار.
حيث يحرص الأهالي على التواجد في الأسواق للمشاركة في هذا الطقس الرئيسي لما له من جمالية في آخرإسبوع من شهر رمضان المبارك رغم تعب الصيام والانشغال بالتحضيرات الآخرى.
وقبل العيد بيومين تبدأ نصب الأراجيح “الدودحانة” باللهجة الديرية بانتشارها في أحياء دير الزور تحضيراً لإسعاد أطفالها وتعد طقساً رئيسيّاً في المنطقة بالنسبة للأطفال.
النساء الديريات ودورهنّ في العيد
تبدأ التحضيرات لعيد الفطر في الأسبوع الأخير من رمضان، وذلك بحملات التنظيف الشاملة للمنازل، إذ تعتمد ربات البيوت على جعل كل شيء زاهياً لاستقبال العيد.
حيث أن للنساء في دير الزور دور رئيسي لإكساب العيد بهجته فينطلق دورهنّ من شراء احتياجات ومستلزمات العيد وصولاً إلى صنع “الكليجة الديرية”.
و تعتبر “الكليجة” إحدى أشهر الحلويات في العيد بالنسبة لمناطق شرق سوريا، وتصنع من عجينة الطحين وتحشى إما بالجوز أو الحلقوم أو جوز الهند والسمسم، ولكن يبقى أبرزها كليجة التمر التي تعد معشوقة الجماهير، وتشترك هذه العادة مع عدة مدن عراقية جارة لسوريا، حيث تبدأ العوائل تحضيراتها قبل أسبوع من عيد الفطر.
وتقدم “الكليجة الديرية” مع الشاي كشيء أساسي للضيوف والمعايدين وهي واحدة من أهم الحلويات والمعجنات التي ارتبطت بطقوس العيد في المنطقة.
يوم العيد:
يحرص أهالي دير الزور على توديع رمضان إذ أنهم يحافظون على سهرهم إلى صباح يوم العيد ويذهب الرجال لأداء صلاة العيد في المساجد التي تنطلق منها تكبيرات العيد منذ آذان الفجر.
ومنزل الجد أو “بيت جدادي” باللهجة الديري هو المكان الأول الذي يحرص أهالي دير الزور على زيارته كأول زيارة تهنئة بالعيد بعد أداء صلاة العيد صباحاً.
وتشتهر المنطقة بالمجتمع العشائري حيث أن ما يميزّ المنطقة الشرقية عن بقية المناطق هي الزيارات الجماعية لجميع منازل الحي دون موعد للتهنئة بالعيد، فيمكن أن يصل عدد الزوار دفعة واحدة إلى أكثر من ثلاثون شخصاً جميعهم من أولاد عمومة.
وتعد الزيارات والتهنئة في هذا العيد لدى المسلمين عامّة مطلب شرعي واجتماعي يحرص معظمهم لتحقيقه في أيام العيد خصوصا، لتكتمل فرحتهم في فضّ خصومهم ما إن كان هناك خصام بين الأصدقاء والأقرباء وصولاً إلى الجيران.