تشهد مدن وبلدات وقرى محافظة دير الزور، الخاضع منها لسيطرة نظام الأسد وميليشيات إيران أو “قسد”، تفاقماً في حالات فرار الشباب منها، تزامناً مع تدهور الوضع المعيشي، وانتشار الفساد والاعتقالات العشوائية والتجنيد الإجباري، وتزايد الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات وقوات النظام و”قسد”.
تزايد حالات الهروب لم تقتصر على الشباب المدنيين فقط، لتشمل كذلك العسكريين المنشقين من قوات النظام و”قسد”، أو المنضوين داخل صفوف الميليشيات، ووجهتهم غالباً الشمال السوري وإقليم كردستان.
في مناطق تواجد “قسد”، ينتشر الفساد داخل دوائرها ومؤسساتها، وبشكل لا يختلف كثيراً عن مناطق سيطرة الأسد وميليشيات إيران، ليسود المحافظة شبه انعدام في فرص العمل، وانتشار المحسوبيات والفساد، ناهيك عن الاعتقالات العشوائية، وتكرار سيناريو المداهمات.
ويتهم سكان من ريف دير الزور قوات “قسد” بالمساهمة في التهجير الجماعي للمدنيين، من خلال انتشار الفقر والعطش، وانعدام مقومات الحياة، باستثناء مقربين من قيادات “قسد” التي تنعم بالثراء الفاحش.
في سياق متصل، يسعى الشباب الفارين إلى الدخول للأراضي التركية عبر مناطق “غصن الزيتون” في تل أبيض، وشهدت تسعيرة تهريب الشخص الواحد من خلال تل أبيض ورأس العين الأيام الماضية ارتفاعاً وصل إلى 1500 دولار، علماً أنها كانت 1200 دولاراً منذ أسبوع فقط، و 500 في العام الماضي.
الهروب من منطقة الدرباسية يطلب المهرب فيه 500 دولاراً، لكنه يحمل الكثير من الخطورة ونسبة نجاح العبور منها ضئيل جداً.
يعاني التهريب من منطقة رأس العين من سطوة الأمنيين في الجيش الوطني السوري، الذي يمارس عناصر منه عمليات الابتزاز والضرب المبرح.
كما يلجأ البعض بالاتفاق مع جنود في الجيش التركي، إلى الهروب عبر ما يسمى “طريق الإذن العسكري”، الذي وصل إلى 2500 دولار للشخص الواحد، وهو يعد أكثر أساليب وطرق التهريب أماناً.
تزامناً مع ارتفاع كبير في تكلفة الهروب.. هجرة الشباب من دير الزور تتفاقم
841