أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” لوكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء، ردود فعل مختلفة، كونها أزالت للمرة الأولى بعض الغموض الذي يلف الاتفاق الروسي التركي حول إدلب الموقع بينهما في الخامس من الشهر الجاري، وإجابت عن بعض الأسئلة حول مضمونه، لكن تصريحاته في الوقت ذاته طرحت تساؤلات جديدة.
أهم ما جاء في تصريحات أوغلو، قوله إن جنوب الطريق الدولي “M4” سيخضع للرقابة الروسية وشماله سيكون تحت الرقابة التركية، وهذا ما آثار استهجان وتساؤلات سوريين حول كيفية تطبيق هذه الفقرة، لكون المنطقة الواقعة جنوب الطريق واقعة تحت سيطرة المعارضة، وهي تمتد ما بين قريتي ترنبة غرب سراقب شرق ريف إدلب، وعين حور في الريف الجنوبي الغربي.
وفي هذا الإطار، لم يبين المسؤول التركي كيفية دخول الروس إلى هذه المنطقة، وطريقة خروج الفصائل المعارضة المسيطرة عليها، وإن كان هناك قبول من قبلها للانسحاب، كما أنه لم يتطرق كذلك إلى مصير نقاط المراقبة التركية المحاصرة، والمنتشرة بالقرب من طريق M5.
وفي سياق متصل، شدد أوغلو، على أن الجنود الأتراك سيقومون بما قاموا به سابقاً إذا حاول النظام التقدم رغم وقف إطلاق النار في إدلب، وكشف بأن روسيا حذرت نظام بشار بصرامة، بشأن انتهاك وقف إطلاق النار.
ورأى أوغلو في هذا المجال، بأن وقف إطلاق النار في إدلب، يصب في مصلحة القاطنين هناك. مبيناً أن تركيا تسعى للقضاء على التهديدات الموجهة ضدها وإتاحة الفرصة لنحو 1.5 نازح سوري للعودة إلى ديارهم.
وشدد على أن وقف الاقتتال، يعد شرطاً أساسياً لحل القضية السورية، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار يمهد لفتح الطريق الدولي “M4”.
وأردف قائلا: “سنسير دوريات مشتركة مع روسيا في هذا الطريق الدولي، ولن يحدث أي هجوم يستهدف M4 من قِبل النظام السوري أو المتطرفين”.
وصرح كذلك، بأن وفداً روسيا يزور تركيا حالياً، لبحث التدابير التي سيتم اتخاذها على طرفي “M4”.
ومن جانب آخر، تستمر تركيا بدفع المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المناطق السورية المحاذية لحدودها، ودخل رتل من القوات التركيّة إلى محافظة إدلب صباح اليوم الثلاثاء عبر معبر “كفرلوسين” الحدودي.
