1.2K
بعد ساعات من الانتقادات التي وجهها “أبو العبد أشداء” الإداري العام لـ”جيش عمر” التابع لـ”هيئة تحرير الشام” لعمل “الهيئة” والفساد الإداري والمالي داخلها، أصدرت الأخيرة قراراً بإعفائه من المهام الموكلة إليه وإحالته إلى القضاء العسكري.
الهيئة وقبل هذا القرار، ردت عبر عضو مجلس الشورى “أبو الفتح الفرغلي” على الاتهامات الواردة في مقطع مصور لـ”أبو العبد”، وحمل عنوان: “كي لا تغرق السفينة”.
الرد أكد فيها الفرغلي، أن “التفريق بين الجنود والقادة الميدانيين وبين قادة غرفة العمليات الذين لم يدخروا وسعاً بشهادة الجميع في مباشرة المعركة من أول يوم، وبعضهم لم يرجع لبيته من بدايتها إلا لماماً بغرض استمالة الجنود لصف المتحدث، أقل ما يقال عنه أنه ليس من المروءة”. حسب وصفه.
وأضاف أن التحدث في مستحقات الجنود على العلن “جريمة مكتملة الأركان”، مشيراً إلى أن هذا الحديث يساهم في “تأليب حاضنة المجاهدين عليهم في هذا الوقت العصيب، وتزداد المصيبة عندما يتم ذكر جزء الغرم المتمثل في الضرائب وبيع المحروقات وما شابه دون ذكر الغنم من خدمات تقدم لعموم المسلمين وللمجاهدين ومن حفاظ على توازن في سعر المحروقات يراعي مصلحة المجموع”.
وتابع الفرغلي رده الذي ذكر فيه 10 نقاط، بدأ كل منها بوصف: “ليس من المروءة”. بالقول، إنه “ليس من المروءة ذكر أشخاص شقوا الصف أو رفضوا الانضمام له، والاستدلال بفعلهم على طرد الكفاءات رغم أن القائل نفسه يعلم خرج لغايات نفسية أو خوفًا من التصنيف…إلخ”.
كما نفى في هذا الإطار، بعض ما ذكره “أبو العبد” حول ما يجري في مجلس الفتوى مؤكداً أنه ليس بالحقيقي. زاعماً أن “الحديث عن الدخل الكبير وتعظيمه وذكر أرقام ومصادرات ونقاط الرباط وأعدادها ومصاريفها (…) فيه كشف أسرار للعدو”.
وختم فرغلي رده في هذا الإطار بالقول: “ليس من المروءة الحديث عن أوجه الانفاق العسكري وقت احتدام المعركة بطريقة توحي بالإهدار، مع علم القائل التام أن من يتهمهم لا يمكنهم الرد لكونها أسراراً عسكرية لا تبوح بها أي دولة على وجه الأرض في حالة السلم، فما بالنا في حالة الحرب”.
وكان “أبو العبد أشداء” الذي انشق عن أحرار الشام نهاية 2016 مع نحو 100 مقاتل من كتيبته “مجاهدو أشداء” لينضم إلى “الهيئة”، قد نشر مقطعاً مصوراً صباح اليوم الثلاثاء، اتهم فيه “تحرير الشام” بالفساد الإداري والمالي والعسكري، محملاً إياها مسؤولية الخسائر العسكرية أمام ميليشيات النظام وروسيا في العملية العسكرية الجارية منذ مايو/ أيار الماضي.
وشدد “أبو العبد” من جانب آخر، على أن “الهيئة بعد ثلاث سنوات من إنشائها لم تستطع أن تكون خارج التفاهمات الدولية، رغم امتلاكها كامل المقومات لذلك”.
وأضاف أن “الهيئة لم تعد مشروع أمة ولا جماعة ولا تيار جهادي، بل استبد بها أشخاص وحولوها لحقل تجارب، وهي منصاعة بشكل أو آخر للتفاهمات والاتفاقات الدولية، ولم تستطع مثلاً إدارة المعركة شرقي سكة الحديد، ومنع سقوطها”.
ووفق ما يراه ناشطون، فإن المعلومات التي ذكرها “أبو العبد” إحرجت قادة “الهيئة، ما دعاها عبر “فرغلي” إلى الرد السريع وتفنيد كل ما قاله، متهمين إياه بـ”الإرجاف” و”النفاق” و”الفجور بالخصومة”.
وطرح التضارب في الاتهامات والتصريحات بين قادة من “تحرير الشام” تساؤلات حول مستقبلها، وإن كانت هي بداية انشقاقات، وتفكك في بنيتها العسكرية والإدارية، وبداية الطريق نحو الانفصال وتشيكل كيان عسكري جديد مضاد؟ أو تمهيد الطريق للانقلاب على قائدها “أبو محمد الجولاني”؟ أم أنها مجرد أزمة عابرة، لا أكثر ولا أقل؟