احتلت الغوطة الشرقية في ريف دمشق مكان الصدارة في الحدث السوري خلال الأشهر الأخيرة، لكن كانت دوما المعضلة الأبرز للنظام وحلفائه، ما جعلها تتلقى الكم الأكبر من قصفهم وهجماتهم الجوية، لتتوج جرائمهم بمجرزة الكيمياوي، أعقبها موافقة مقاتلي “جيش الإسلام” المسيطر على المدينة بعد مفاوضات مع الروس على الخروج، وسلوك طريق التهجير.
تعد دوما من أكبر مدن محافظات ريف دمشق، وكان لها دور بارز في الحراك الثوري منذ انطلاقته في مارس/ آذار 2011، وكانت سباقة في المظاهرات المناهضة للنظام، ما جعلها تحت نيران النظام منذ بدء حربه ضد المدن الثائرة، لتخلف خلال هذه السنوات نحو 10 آلاف شهيد.
في منتصف عام 2012 خرجت دوما عن سيطرة قوات النظام، وفشلت الأخيرة في استعادة السيطرة لأكثر من 5 سنوات، قبل أن يتمكن أخيراً وبمساعدة حلفائها الروس من الجو، والميليشيات الطائفية على الأرض من استعادة المدينة بعد حملة عسكرية دامت نحو شهرين ضد الغوطة، اتبعت خلالها سياسة الأرض المحروقة، وكان لدوما النصيب الأكبر من الغارات، والتي يقدر بأن عددها تجاوز الـ10 آلاف غارة.
تمكن النظام بعد أسابيع من انطلاق حملته على الغوطة، من تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أقسام وهي ( حرستا – دوما – القطاع الأوسط )، وبعد سقوط أولى مدن الغوطة وهي حرستا، قام النظام بتهجيرهم إلى الشمال، وكان مصير القطاع الأوسط كمصير حرستا ليتفرد النظام بمدينة دوما.
عقب ذلك، هدد النظام سكان مدينة دوما بأن مصيرهم مشابه لمصير جيرانهم، بالتزامن مع فتح الطريق لمن أراد الذهاب إلى الشمال، قبل أن يعمد إلى إغلاق الطريق، والعودة إلى ارتكاب المجازر التي خلفت أكثر من 500 شهيد خلال أقل من 48 ساعة، بالإضافة لسقوط أكثر من 1000 مصاب عبر ارتكاب عدة مجازر، وكان أبرزها استهداف المدنيين بغاز السارين الذي راح ضحيته أكثر من 180 شهيد، إضافة إلى مئات الإصابات.
212