خاص – فرات بوست
بعد أن سقطت كل القيم الأخلاقية التي ادعاها التنظيم الإرهابي في مناطق سيطرته ، عبر ممارساته التعسفية مع من يدعيهم بمسلمي خلافته المزعومة ، ومع بدء الانهزامات العسكرية والاقتصادية المتتالية للتنظيم المتطرف – الشيء الذي أدى إلى إعلان حالة التقشف بين صفوف أركانه ،وانخفاض رواتب عناصره إلى أكثر من النصف – كان لابد من أن يدخل الطمع والجشع بين أفراده المرتزقة ، لا بل وصل الأمر إلى قاداته وأمرائه .
تنظيم داعش المكون من فروع كثيرة ، أبرزها : الحسبة والخدمات وفرع الأمنيين والشرطة الإسلامية .
كان جل الفساد فيه ، في المجالات التي تحتك بعوام الناس ومصالحهم ، وقد سجلت عدة حالات من السرقة والرشوة والفساد .
ففي مجال السرقة سجلت ومازالت تسجل حالات كثيرة لهروب أمراء الزكاة بالأموال ، أو هروب المسؤول المالي مع كمية كبيرة من الكتل المالية .
وناهيك عن قيامهم بصفقات ، تم الاستفادة منها قبل الهروب ، مثل التغاضي عن مبلغ كبير من الزكاة مقابل مبلغ مالي…
ولم يقف هذا الأمر عند الأمراء ، إذ يعتبر مكتب الخدمات والشرطة الإسلامية من أكثر أقسام التنظيم أخذاً للرشاوي والتعاطي مع المحسوبيات . وقد سجلت حالات تغاضي من عناصر شرطة التنظيم عن مواد فاسدة ، في محلات تجارية أو ذبح محرم في مطاعم ريف دير الزور مقابل رشوة بشكل هدية أو مبلغ مالي .
وسجل في مدينة البوكمال هروب 17 شخص منذ شهر من سجن الحسبة ، ليكتشف بعدها أن عناصر من قسم الشرطة قاموا بإطلاق سراحهم مقابل مبلغ مالي ، إضافة إلى الكشف عن حالات رشاوي في أحد مكاتب الصرافة .
وفي المجال الأمني ، تمت إقامة وليمة لأحد الأمنيين من مدينة موحسن ؛ للحصول على رخصة انترنت في إحدى القرى(نتحفظ عن ذكر الأسماء)
وذكر شاهد عيان أن عناصر من شرطة التنظيم ،تغاضوا عن أحد بائعي الدخان ؛ بسبب معرفة شخصية ، ليقوم بعد فترة بإقامة وليمة لهم .
كما قام عدد من عناصر الحسبة الأنصار ببيع عدد من أجهزة (الدش) التي صودرت في وقت سابق من المدنيين
وقد قام التنظيم من فترة بعزل ( أبو صقر العراقي) والي الخدمات في ولاية الفرات ؛ بسبب قبض عمال من البلدية رشاوى من أجل عمل مجاني . كما عزل داعش : الوالي أبا عبد الرحمن العراقي ، والي البو كمال ؛ ليعين بدلا عنه ابن الفلوجة : الداعشي أبا حسين العراقي ، المعروف بتساهله مع الناس ، مما ينذر بزيادة في الفوضى بين عناصر التنظيم .
هذه أمثلة بسيطة ، وماخفي أعظم ؛ فقد تصل للمتاجرة بحياة ناس أبرياء بحجة إقامة شرع الله (عز وجل ) .