تشهد قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قسد” تدهوراً أمنياً غير مسبوق، مع تصاعد عمليات الاغتيال وقطع الطرق والجرائم الأخرى، خاصة التي حملت الطابع العشائري، والمصنفة بـ”الأخطر”، لما تحمله من تداعيات آنية ومستقبلية، ناهيك عن ذهاب ضحايا من الذين ليس لهم أي علاقة بالطرفين أو النزاعات العشائرية.
وقال مراسل “فرات بوست” في ريف المحافظة، بأنه خلال الأسابيع الأخيرة، تزايدت حوادث الاغتيال وقطع الطرق وجرائم أخرى تجاه السكان المدنيين، ولا يكاد يمر اليوم الواحد دون حادثة اغتيال واحدة على الأقل.
وذكر مراسلنا، بأن أخطر الجرائم في هذه المجال، ما يقف خلفها أسباب عشائرية، ويحصل ذلك دون تدخل من “قسد” التي ما زالت في موقف المتفرج تجاه ما يحدث، ناهيك عن دور سلبي آخر يتمثل في كون بعض الجناة على علاقة مباشرة بها وتحت حمايتها، لشراكتهم معها في الحرب أو النفط أو المعابر أو غيرها.
تصاعد التهديدات التي يتعرض لها المدنيون، وعدم توفر الحماية الكافية لهم، دفع بالعديد منهم إلى البحث عن شراء السلاح بأي طريقة كانت لحماية أنفسهم، ناهيك عن تعمد البعض الآخر التزام منازلهم لتخفيف الأخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها.
وأشار مراسلنا، إلى أن بعض المناطق في الريف الشرقي، أخطر من غيرها، وتشهد تزايد معدل الجريمة، كما هو الحال فيما أطلق عليه السكان “مثلث الموت” (حوايج، الشحيل، ذيبان، الزر)، حيث تكثر في هذا الطريق الخلايا والمجرمين.
التهديدات بالقتل يحصل بعضها عبر رسائل “واتس اب” بدأت تصل إلى الكثير من الأشخاص القاطنين في ريف المحافظة خلال الأيام الماضية، وتتفاوت أسباب هذه التهديدات، ما بين اتهام الأشخاص الموجهة إليهم بموالاة “تنظيم الدولة” أو نظام الأسد أو “قسد”، ومصدرها خلايا وأشخاص يزعمون تمثيلهم لأي من تلك الجهات، وهناك من التهديدات ما يكون دافعها الجريمة والحصول على أموال (فدية).