من المثير للضحك أن مليشيا YPG الانفصالية ، ترفع بشكل دائم شعار تحرير سوريا من الإرهابيين ، علما أنها لم تحرر المربع الأمني الموجود في قلب قامشلو (القامشلي) حتى هذه اللحظة ، وهذا يدل على الحجم الكبير للتنسيق الأمني مع النظام الأسدي ، الذي يعتبر الأب الروحي لهذه المليشيا، ولايقتصر هذا التنسيق الذي تقوم به وحدات الYPG مع النظام فقط ، بل إن هناك تنسيقا ملحوظا مع تنظيم (داعش ) هذا التنظيم الذي سلم الوحدات العديد من المناطق في ريف الحسكة ، بواسطة قيادات التنظيم نفسه ، ومثال على ذلك :
المحامي (فاضل السليم الهاشمي ) ذلك الشخص الذي كان من أوائل من بايعوا التنظيم الإرهابي في الحسكة ، ويعتبر من القادة الأنصار المعروفين لدى داعش في الشدادي ، باعتباره من البارزين المزاودين في ارتكاب المجازر والمساهمين في الاغتيالات ، وهو الآن مسؤول معزز مكرم لدى وحدات حماية الشعب الانفصالية YPG …!!
إن الحديث عن التنسيق لايقتصر على المعلومات الاستخبارية فقط ، بل هو تعاون قوي في مجال التسليح والدوريات المشتركة ومعالجة جرحى الYPG في مشافي دمشق ، بعد نقلهم عبر مطار القامشلي …
لكن الأخطر من ذلك هو التنسيق مع إيران تلك التي تعمل جاهدة على ترسيخ الهلال الشيعي ، عبر تغذية بؤر الصراع في المنطقة ودعم كل المليشيات الإرهابية ، ولعل الانتشار الأمريكي الأخير على طول الحدود بين تركيا والمناطق التي تسيطر عليها مليشيات YPG الانفصالية في سوريا بعد التوترات الأخيرة ، ماهو في المستقبل إلا لتطويق أحلام إيران في هذه البقعة الجغرافية المليئة بالثروات ،ويكون ذلك عبر الحد من سطوة مخالبها بقطع الطريق عليها من منطقة ربيعة وصولا إلى الرقة ،قبل أن يكون ذلك محاولة لتقاسم النفوذ مع روسيا ، وربما ستشهد المنطقة الجنوبية من سوريا في الأيام القادمة انتشارا أمريكيا آخر …
69
المقال السابق