بدأت المرحلة التعليمية تأخذ آفاقا جديدة في محافظة دير الزور (شرق سوريا) بعد طرد تنظيم الدولة منها عقب سيطرته لها لحوالي خمسة سنوات عمل خلالها على منع التعليم فيها وتجنيد الأطفال في صفوفه.
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في 23 آذار عام 2019 القضاء على آخر معاقل تنظيم “داعش” في بلدة “الباغوز” شرقي دير الزور بعد معارك شرسة دامت حوالي ثلاثة أشهر راح ضحيتها مئات المدنيين.
استمر تغلغل التنظيم في دير الزور منذ بدأ عام 2014 وحتى الشهر الثالث من عام 2019 عمل خلالها غلى إيقاف جميع المراكز التعليمية وإقادمة دورات شرعية إجبارية للمدرسين والموظئفين فيها.
وعمل التنظينم خلال فترة سيطرته على استبدال المنهاج الدراسي بآخر من صياغته متضمنا مواد دينية ومادتي الرياضيات واللغة العربية لكن بما يتناسب مع منهجه فيما منع كل من مواد العلوم والاجتماعيات.
حاول العديد من الطلاب أصحاب شهاتي الثانوية والإعدادية من تقديم امتحانات الشهادتين في مناطق سيطرة نظام الأسد إلا أن التنظيم أقدم على اعتقالهم وإخفاءهم قسريا.
كانت غاية التنظيم خلال فترة سيطرته على دير الزور هي إنشاء جيل “جهادي” تحت مسمى “أشبال الخلافة” لينجح في غايته فيما بعد مستقطبا آلاف الأطفال من أبناء المحافظة إلى صفوفه.
ومع زوال التنظيم في الثلث الأول من العام الماضي، بدأت آثاره تنتهي على العملية التعليمية من خلال جهود الأهالي في إعادة افتتاح المدارس بتمويل شخصي تخوفا من انتشار الجهل في الجيل القادم.
وبدأت المرحلة التعليمية في دير الزور بالمرحلة الابتدائية فقط ( من الصف الأول وحتى السادس) وعمل العديد من الناشطين المدنيين على مكافحة التسرب المنتشر بين الأطفال وإلحاقهم في المدارس لاستكمال التعليم المناسب لأعمارهم.
وعلى الرغم من قلة الدعم المقدم لأعادة أعمار المدارس المدمرة جزئيا في دير الزور إلا أن الأهالي باتوا مصرين على إرسال أطفالهم إليها والتعلم رغم الظروف القاسية.