*فرات بوست | تقارير ومتابعات
أعاد الأردن فتح معبره الحدودي الرئيسي مع سوريا بالكامل يوم الأربعاء في تعزيز للاقتصادات المتعثرة في كلا البلدين، وفقاً لوكالة رويترز. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب سعي الدول العربية لإعادة تأهيل نظام الأسد، الذي قطعت العلاقات معه خلال حربه الدموية ضد الشعب السوري منذ عشر سنوات تقريباً.
وانتظرت قافلة من المقطورات السورية دخول الأردن عند معبر جابر (نصيب) الحدودي. وقام ضباط الشرطة الذين يصطحبون كلاباً بوليسية بتفتيش السيارات والحافلات حيث اصطف طابور من سيارات الأجرة مع الركاب للمرور عبر الجمارك ومراقبة الهجرة.
وأوضح العقيد الأردني مؤيد الزعبي، رئيس المعبر، أن “الوضع الأمني مستقر الآن على الجانب السوري ونأمل أن يبقى مستقراً”.
ويأمل نظام الأسد الاستبدادي، الذي يلقي باللوم على العقوبات الغربية في مشاكله الاقتصادية، أن تساعده الروابط التجارية الأوسع مع جاره الأردن على التعافي من الصراع المدمر وجذب العملات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها. وقالت وزيرة التجارة والصناعة الأردنية مها العلي لقناة “المملكة” المملوكة للدولة إن “الهدف من هذه التفاهمات هو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين لتحقيق مصالح كل طرف”.
وحث مسؤولون في الأردن، حليف الولايات المتحدة، ولبنان واشنطن على تخفيف العقوبات المفروضة على نظام الأسد. وقد وافق الأردن ولبنان وسوريا ومصر – والأخيرة هي حليف مقرب آخر للولايات المتحدة – هذا الشهر على إرسال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر سوريا باستخدام خط أنابيب تم بناؤه قبل نحو 20 عاماً في مشروع تعاون عربي.
وكانت الدول العربية قطعت علاقاتها مع نظام الأسد خلال حربه التي شنها ضد الشعب السوري منذ عام 2011، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من 350 ألف شخص، وهذا بحسب السوريين ومراكز إحصاء، رقم غير دقيق، إذ تجاوز عدد الضحايا المليون.
دعمت الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، جماعات المعارضة التي تقاتل نظام بشار الأسد لسنوات، لكن دمشق تمكنت من كسر المعارضة بدعم عسكري من روسيا وإيران.
أعادت الإمارات وسوريا علاقاتهما الدبلوماسية في عام 2018. ويرحب الدكتاتور الأسد بهذه التحركات، الذي يسعى إلى التخلي عن مكانته كمنبوذ في الكثير من العالم الخارجي.
التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره السوري فيصل مقداد في 24 أيلول خلال البعثة المصرية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت وسائل الإعلام المصرية إن هذا هو الاجتماع الأول على هذا المستوى منذ نحو عقد من الزمان. وقال شكري لقناة “أون تي في” يوم السبت إنهما ناقشا الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى الخروج من الأزمة السورية و”استعادة سوريا لموقعها كطرف نشط في الإطار العربي”.
استعاد نظام الأسد معظم الأراضي السورية بدعم روسي وإيراني مقطوع النظير، لكن مناطق مهمة لا تزال خارجة عن سيطرته. وتنتشر القوات التركية في جزء كبير من الشمال والشمال الغربي – آخر معقل للمعارضة- في حين تتمركز القوات الأمريكية في الشرق والشمال الشرقي الذي يسيطر عليهما الأكراد.
وعلى الرغم من أن معبر جابر مفتوح جزئياً منذ عام 2018 بعد أن هجّرت قوات النظام المعارضة من الجنوب، إلا أن التجارة لم تتعافَ وتنتعش بعد إلى مستوى مليار دولار قبل الحرب. وقال مسؤولون أردنيون إن وفداً تجارياً زائراً من سوريا، برئاسة وزراء الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والكهرباء، سيناقش رفع الحواجز الجمركية.
أردنيون يعبرون الحدود عند معبر جابر نصيب الذي افتتح حديثاً بين الأردن وسوريا لبدء حركة الركاب والنقل بين البلدين. إنترنت.
تجنب رجال الأعمال الأردنيون إلى حد كبير التعامل مع سوريا بعد أن فرض قانون قيصر الأمريكي لعام 2019 عقوبات صارمة تحظر على الشركات الأجنبية المتاجرة مع دمشق. وقد مارسوا ضغوطاً على الحكومة في عمان لمطالبة واشنطن بتخفيف القيود المفروضة على الواردات من سوريا.
إعادة فتح المعبر بشكل كامل جعلت جمال الرفاعي نائب رئيس غرفة تجارة الأردن متفائلاً بأن واشنطن ستخفف من موقفها تجاه سوريا. وقال “نشعر الآن أن هناك تحركاً أمريكياً لمنح مساحة أكبر لرجال الأعمال الأردنيين للتعامل مع سوريا.”