خاص: فرات بوست | تقارير وتحقيقات
“مواقع الطيران المسيّر التابعة للقوات والميليشيات الإيرانية في سوريا”
***
يقول “غدير.م” مصدر موجود في تدمر لـ”شبكة فرات بوست” (الاسم مستعار-للضرورة الأمنية) : إن أحد ضباط “الحرس الثوري الإيراني”، المتعاونين مع “حزب الله اللبناني”، اسمه “إسماعيل أصيل“، ويلقب بــ “أبو فاتح“، هو أحد المسؤولين عن التواجد العسكري الإيراني بـ” مطار تدمر العسكري”، ويشرف إلى جانب ضباط وخبراء من حزب الله اللبناني بمساعدة ضباط وصف ضباط من قوات “نظام الأسد” وأجهزة المخابرات، على تشغيل الطائرات المسيّرة، ضمن مطار تدمر العسكري. إضافة إلى ذلك، يشير المصدر “أعلاه” أنّ جميع الإحداثيات التي توصّل إليها، بشكل دقيق، علاوة على المعلومات التي تخصّ تحركات القوات الإيرانية في المنطقة، كانت عبر أشخاص ينتمون إلى ما تسمى “قوات الدفاع الوطني”، أو عناصر في صفوف ميليشيات إيرانية، منها “حركة النجباء” وحزب الله، وميليشيات أخرى تابعة لطهران.
مقدّمة:
تطوّر برنامج الطائرات بدون طيار العسكري الإيراني في السنوات الأخيرة، واستخدمت الميليشيات المدعومة من “طهران” الطائرات بدون طيار بشكل متزايد في الصراعات التي تقودها إيران في الوصاية. يشمل ذلك، ميليشيا “الحوثيين” في اليمن، الذين يستخدمون طائرات بدون طيار ضد “المملكة العربية السعودية”، و”حركة حماس” في قطاع “غزة” التي تستخدم طائرات بدون طيار لضرب نقاط ومواقع للاحتلال الصهيوني “الإسرائيلي”، خلال نزاعات وعمليات عسكرية جراحية قصيرة الأمد؛ وأيضاً، الميليشيات الشيعية التي تتخذ من العراق مقراً لها، قامت باستخدام طائرات بدون طيار ضد أهداف “يزعم” أنها عسكرية أو لمجاميع إرهابية، لكن، سقط خلالها مدنيون أبرياء بالألوف على مدى سنين. إن استخدام إيران المتزايد لهذه التكنولوجيا، وتحديداً طائرات “الكاميكاز “(معناها بالياباني الرياح المقدسة، عندما قام الطيارون اليابانيون بعمليات انتحارية بطائراتهم ضد الأسطول الأمريكي في تشرين الأول عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية) بدون طيار التي تطير إلى أهدافها وتنفجر فيها، يتم تسليط الضوء عليه من قبل وسائل الإعلام الإيرانية، بشكل خاص، وغيرها من وسائل إعلام غربية، على رأسها الأمريكية، وأصبح “حالياً” استخدام الطائرات بدون طيار مصدر افتخار لنظام “الولي الفقيه” في “قمّ الإيرانية”.
أرادت إيران السيطرة والتوغّل في أراضي جيرانها، مثل العراق، والتمدد في العالم العربي والإسلامي، والاستفادة من التقدم الأمريكي في مجال حرب الذكاء الصناعي؛ قاد اللواء “أمير علي حاجي زاده” هذه الجهود، منذ عام 2011 إلى عام 2020، وحصل على مباركة شخصية من “آية الله علي خامنئي“، المرشد الأعلى لإيران. تشبّث خامنئي ببرنامج الطائرات بدون طيار، آمن به، وبالجهود المبذولة لمواجهة جيش الطائرات بدون طيار الأمريكي، وحليفة واشنطن الأولى “إسرائيل”.
حروب إعلامية وخصوم يتبادلون ضربات ضيقة النطاق
بعد هجوم وقع في 20 تشرين الأول عام 2021 على حامية “التنف” في سورية، حيث تتمركز بضع مئات من الجنود الأمريكيين بالقرب من الحدود العراقية والأردنية، تم الكشف عن استخدام إيران بشكل متزايد للطائرات بدون طيار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وألقى مسؤولون أمريكيون باللوم على إيران في الهجوم الذي شمل خمس طائرات بدون طيار.
راقب الإيرانيون نجاح “إسرائيل عن كثب، وحاولوا متابعة نشاطاتها في مجال تصنيع وتطوير الطائرات بدون طيار. كانت طائرة “هيرون” الإسرائيلية واحدة من أكبر الطائرات بدون طيار التي تعتبر العمود الفقري لها منذ 1990. كانت واحدة من الطائرات بدون طيار التي حولت شركاتها الدفاعية إلى بائعي الطائرات بدون طيار الرائدة في أوائل عام 2000. أصبحت هيرون الدعامة الأساسية حيث زادت قدرتها على التحمل إلى أكثر من أربعين ساعة ومداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر. راقبت إيران إسرائيل وهي تستبدل طائراتها من طراز Searcher II بطائرات IAI Herons في عام 2005 وبدأت تشغيلها من قاعدة “بالماخيم” الجوية.
[قائد سلاح الجو الإسرائيلي] ” عمير إيشيل” تقلى بعضاً من المنتجات الأولى لطائرة هيرون، لضمها إلى سرب لسلاح الجو الإسرائيلي في عام 2007. وفي وقت لاحق لعبت الطائرة دوراً رئيسياً في الغارات الجوية الإسرائيلية على الوحدات الإيرانية في سوريا.
في حروب الطائرات بدون طيار، يمكن أن تكون الدعاية بنفس أهمية التقدم الفعلي، ويبدو أن كل من يصنع طائرات بدون طيار يقوم بنسخها من تكنولوجية قديمة، وحتى أيامنا هذه، لا تزال تواصل طهران الترويج لمقاتلات “جديدة ومصنوعة محلياً”، إذ كانت تقوم بإعادة تدوير مقاتلات قديمة وعمرها أكثر من 40 عاماً.
مواقع ومحطّات للطيران الإيراني المسيّر في سوريا
تمتلك قوات إيران وميليشياتها المتمركزة ضمن منطقة البادية ثلاثة مواقع رئيسية ونشطة، تضم مراكز للطيران المسير منها:
- -محطة T2 ببادية دير الزور تتمركز وفق الموقع التالي:
يربطها طريق بري بمنطقة البوكمال الواقعة على الحدود السورية – العراقية، وتسيطر على المحطة ميليشيا حزب الله اللبناني، وتمتلك قاعدة عسكرية ضمنها، إلى جانب وجود عدة تشكيلات إيرانية، يعد أبرزها ميليشيا “حركة النجباء” العراقية و “فيلق بدر” العراقي، و تضم مركزاً للطيران المسيّر مسؤول عن متابعة مناطق نفوذ التحالف الدولي ضمن منطقة 55 كم والتي تضم منطقة “التنف” في مثلث البادية السورية، ومن جانبها شبكة فرات بوست، رصدت وجود أنشطة لاستخدام طائرات انتحارية وطائرات استطلاعية ضد مناطق التحالف الدولي عبر مركز الطيران المسير بالمحطة.
- -محطة T3 تتواجد شرقي تدمر وفق الإحداثية التالية:
يتم من خلال “المحطة “T3 تأمين إقامة مجموعات لصالح الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وتضم المحطة مركزاً قيادياً تابعاً للقوات الإيرانية، تندرج مهامه بقيادة جبهات البادية الشرقية لحمص، وتضم المحطة مركزاً للطيران المسير يشرف عليه حزب الله اللبناني، يعنى بعمليات رصد مناطق البادية السورية ضمن المنطقة الشرقية.
- مطار تدمر العسكري: يقع بمحيط مدينة تدمر الشرقي وفق الإحداثية التالية:
يضم قاعدة عسكرية لفيلق القدس الإيراني، بالإضافة لمراكز قيادية عسكرية إيرانية تشرف على نقل الإمدادات والأسلحة لصالح القوات الإيرانية عبر مدينة تدمر، ويضم المطار أيضاً مركزاً للطيران المسير الإيراني، يتواجد ضمن القسم الغربي من المطار، حيث عمدت القوات الإيرانية إلى تزويده بطائرات إيرانية الصنع من نوع “أبابيل” الانتحارية، ومن نوع “مرصاد” وطائرات مسيرة من نوع “مهاجر” المتخصصة بالرصد.
الإيرانيون واستراتيجية الطيران المسيّر في سورية
عمل “اللواء 127” التابع لحزب الله اللبناني والمسؤول على إدارة الطائرات المسيرة، وتعزيز مستوى انتشارها ضمن مطار تدمر ومحطتي T2 و T3 النفطية، لرفع وتطوير مستوى استخدام الطائرات المسيرة، وخاصة ضد مناطق التحالف الدولي بمنطقة 55 كم.
يختص (اللواء) أو الوحدة 127 التابعة لحزب الله اللبناني والتي أنشأها “حسّان اللقيس الذي اغتيل في كانون الأول 2013، في الضاحية الجنوبية لبيروت” بمجال الطائرات المسيرة الإيرانية، وتشمل أعمالها الصيانة والتشغيل، وتضم الوحدة أفراداً وضباطاً متخصصين بالإشراف المباشر على قطاع المسيرات الإيرانية، وتنشط الوحدة بشكل كبير ضمن منطقة “القصير” وريف حمص الشرقي، وخاصة في منطقة تدمر؛ ثمة أيضاً جنود يعملون لصالح ميليشيا الدفاع الوطني، وهم على احتكاك مباشر بعناصر محليين تابعين للقوات الإيرانية، من بينهم عناصر يخدمون ضمن مطار تدمر العسكري.
كما أن المقاتلين التابعين للوحدة 127 المنخرطون ضمن صفوف حزب الله اللبناني تعتبر تحركاتهم التي يتم أجراؤها في سوريا، سريّة بشكل دقيق، نظراً للمجالات التي تنشط ضمنها الميليشيا، ويختص أفرادها بالعمل على تشغيل مسيرات إيرانية من بينها مسيرة من نوع “أبابيل“.. علماً أن أنشطة الوحدة تم رصدها ضمن مطار تدمر العسكري بمدينة تدمر الواقعة في البادية الشرقية لحمص.
الوحدة 127.. عملها ومشاريعها في البادية السورية
“تشرف الوحدة 127 التابعة لحزب الله اللبناني على تشغيل طائرات مسيرة إيرانية تشمل طائرات استطلاع عبر مطار تدمر العسكري.”
في تاريخ 27/6/2022، بحسب مصادر خاصة لشبكة فرات بوست، شوهد تحليق لطائرات مسيرة ضمن أجواء مدينة تدمر ومحيطها، وتبين بأنها طائرة إيرانية مسيرة، أقلعت من مطار تدمر العسكري وأجرت عمليات استطلاع في أجواء المنطقة؛ لقد أشرفت الوحدة 127 على تشغيل المسيرات، والإشراف على بعض عمليات الطائرات بدون طيران في المنطقة، كما ذكرنا آنفاً.
ويقتصر تعاون الوحدة 127 التابعة لحزب الله اللبناني على أنشطة عسكرية ضمن منطقة تدمر مع قوات الحرس الثوري الإيراني، ويعود ذلك إلى أن القوات الإيرانية تعتبر المسيطرة الأساسية على مدينة تدمر ببادية حمص الشرقي. رصدت شبكة فرات بوست أنشطة مشتركة بمجال تسيير الطائرات المسيرة الإيرانية ضمن مطار تدمر بوجود مجموعات من الحرس الثوري الإيراني، وذلك بتاريخ 2022-6-20 وشملت الأنشطة اختبار طائرات مسيرة إيرانية جديدة، تم نقلها من إيران إلى المطار حديثاً.
مواقع وإحداثيات
مطار تدمر العسكري والذي يضم مراكز “الوحدة 127” وتشمل المواقع المستخدمة داخل المطار وفق الإحداثيات التالية:
⇓
⇓
⇓
- تعتبر تلك المواقع بمثابة نقاط تستخدم بمجال الإشراف على تشغيل الطائرات المسيرة الإيرانية من قبل ضباط وخبراء مختصين من جانب الوحدة 127 بعمل المسيرات الإيرانية بتدمر.
اليوم، تطورت التجربة الإيرانية مع الطائرات بدون طيار بشكل كبير. مع التكنولوجيا الإيرانية على الطائرات بدون طيار في غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق، تلعب إيران دوراً متزايداً كقوة عظمى صاعدة في المنطقة. ومع ذلك، هناك قيود على قدرات الطائرات بدون طيار الإيرانية. معظم الطائرات بدون طيار المستخدمة ضد السعودية عبر اليمن، أو القوات الأمريكية في العراق وسوريا هي طائرات انتحارية بدون طيار وتحلق بإحداثيات مبرمجة مسبقاً لضرب الأهداف.
هذه القدرات الإيرانية لها علاقة بالدقة، من خلال استخدام العديد من الطائرات بدون طيار في وقت واحد، ولقد أصبح لبرنامج إيران للطائرات بدون طيار تأثيره، في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويتوجب على صانعي السياسات أخذ ذلك في الاعتبار أثناء البحث في المواقف الدفاعية والمناقشات والمؤتمرات مع دول المنطقة المتضررة من الطائرات بدون طيار.