نشر موقع “فورين أفييرز” التابع لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، تقريراً، قدم إجابات وتوقعات حول الأسئلة المتعلقة بما ستؤول إليه سورية إن بقي الأسد ونظامه، ومن قراءة التقرير يستنتج بأن الموالين ومن سيبقى في مناطق حكمه، هم من سيدفعون الثمن.
التقرير حمل عنوان “بشار الأسد.. انتصار أجوف”، وترجم موقع “الحرة” أجزاء منه، ومن أبرز النقاط التي تضمنها:
1- إذا استطاع النظام تحقيق هدفي استعادة الأراضي التي فقدها في بداية الحرب والبقاء، سيكون قد حقق انتصاراً، لكنه انتصاراً “باهظ الثمن”، وسوف يجلس على قمة دولة خاوية ذات مؤسسات ضعيفة، محاطة بمنتفعي الحرب، وخاضعة للقوى الخارجية.
2- يشير التقرير إلى أنه من أجل أن يظهر نظام الأسد للعالم أنه مسيطر وأنه ينبغي تطبيع العلاقات معه، سيسعى بلا شك لاستعادة كامل أراضي البلاد التي كان يسيطر عليها قبل 2011، ومن أجل تثبيت أركان نظامه داخلياً، لن يكون بحاجة إلى تلبية احتياجات الشعب السوري، بل سيسعى لإرضاء شبكة من المناصرين أبقته على قيد الحياة طوال فترة الحرب.
3- قوات الأسد دخلت مناطق سيطرة الأكراد في الشمال الشرقي بعد العملية التركية الأخيرة، والآن يعمل مع روسيا على استعادة مناطق الشمال برمتها، ومن المتوقع ألا يوافق على منح الأكراد أي نوع من الحكم الذاتي في مناطقهم، وهو ما كانوا يطمحون إليه بعد طردهم “تنظيم الدولة” في 2018، قبل أن يتغير الوضع بسبب الهجمات التركية والاتفاق التركي الروسي.
وإذا استطاع النظام تأمين كل مناطق الشمال (لا يزال يواجه مقاومة من فصائل في الشمال الغربي) سيكون بإمكانه إعلان أنه استعاد كامل أراضي سوريا وسيدعوا العالم إلى تطبيع العلاقات معه.
4- نظام الأسد بعد هذ الانتصار المزعوم سيكون مجرد لاعب صغير، وستكون روسيا اللاعب الخارجي الأكثر نفوذا وستضمن إيران نفوذها الدائم في بلاد الشام، وسيجد نظام الأسد نفسه مجرد “زبون” لهما وسيعتمد بقاؤه على دعم هذين البلدين.
وبعد أن يكون الأسد قد استعاد سلطته بواسطة “اليد الروسية الثقيلة”، سيحكم سورية “ليس كدولة ذات سيادة ولكن كدولة تعتمد على روسيا من أجل البقاء”، بحسب التقرير.
5- ربما لم تكن هذه النهاية ما كان يتمناه النظام، لكن سيتعين عليه التعايش مع ذلك، لأن سيطرته على البلاد هي في الواقع في حدها الأدنى، فالمناطق التي استعادها النظام مؤخراً في الشمال الشرقي، مثل القامشلي، لا تزال تحت السيطرة الفعلية للميليشيات الكردية، التي تدير نقاط التفتيش، ولكن تحت ضغط من الدوريات الروسية، أصبحت ترفع علم النظام، لإعطاء الانطباع بأن جيش الأسد هو الذي يدير الأمور، حتى أن بعض الجنود السوريين الذين تم تجنيدهم في المنطقة يعملون في الزراعة من أجل سد رمقهم.
6- يشير التقرير إلى ما أسماهم بـ”اللاعبين غير الحكوميين” الذي اعتمد عليهم طوال الصراع للتحايل على العقوبات الدولية وتجنيد مقاتلين في المعارك وتقديم خدمات أخرى يفترض أن تقوم بها الدولة، وهؤلاء أصبحوا هم “السلطة الحقيقة التي تقوم بإدارة مؤسسات الدولة ولكن بسعر ابتزازي متزايد”.
ويشير التقرير إلى أن بعض الميليشيات التي ساعدت الجهاز الأمني للنظام أصبحت تعمل بشكل مستقل وتعمل على تحقيق مصالحها الخاصة، بل وتحول بعضها إلى عصابات مسلحة تقوم بترهيب المدنيين في مناطق الموالين للنظام.
ونتيجة لذلك، لم يتمكن النظام من تلبية احتياجات حتى الموالين له أو كبح جماح بعض الميليشيات الموالية له، حتى أنه في القرداحة، مسقط رأس الأسد، لا تستطيع القوات الحكومية دخول مناطق تسيطر عليها هذه العصابات المسلحة.
ولا يمكن للنظام أن يشبع جشع هؤلاء المنتفعين من خزائنه الحالية، لكنه أيضاً لا يمكن أن “يجوعهم” لأن قوته تعتمد جزئياً عليهم، لهذا السبب، فإن الأسد يلهث وراء أموال إعادة الإعمار وتحويلها لهم.
وأخير أكد التقرير، أن نهاية لعبة الأسد في سوريا ستجعله يجلس على عرش هش من ألف قطعة متوازنة بشكل غير مستقر.
وأوصى التقرير الدول الغربية، بعدم تطبيع العلاقات مع سوريا على أساس أن الأسد هو الخيار الوحيد المتاح. يجب عليهم بدلاً من ذلك السعي لفهم سوريا من القاعدة إلى القمة ، حتى يتمكنوا من تطبيق النفوذ على التشققات في نظامه لضمان عدم استخدام أي برامج دعم لسوريا من قبل النظام لإطعام مستغلييه المحليين ورعاته الخارجيين.
يشار إلى أن مجلس العلاقات الخارجية، هو منظمة في شكل خلية تفكير مستقلة أمريكية، هدفها تحليل سياسة الولايات المتحدة الخارجية والوضع السياسي العالمي.
مجلس العلاقات الخارجية يعتبر واحد من أهم خليات التفكير والأكثر تأثيراً في في السياسة الخارجية، وينشر المجلس مجلة نصف شهرية، وهي الشؤون الخارجية.