خاص فرات بوست _أفاد مراسلو فرات بوست في ديرالزور أن انحساراً شديداً في منسوب مياه نهر الفرات قد سجل خلال الأسبوع الماضي، حيث انخفضت مياه النهر بما يتراوح ما بين 3 إلى 5 أمتار، في ظاهرةٍ لم يشهدها أبناء المنطقة منذ أكثر من عشرين عاماً.
خبراء ومهندسون مختصون بإدارة السدود نوهوا أن انخفاض مستوى مياه النهر يعود إلى زيادة معدل التخزين في سد الفرات، والذي عولوه لتعطل قنوات الضخ في السد، فيما رفعت الحكومة التركية مؤخراً مستوى التخزين ضمن السدود الواقعة في أراضيها بقصد تخفيف الضغط المائي عن سد الفرات، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار.
خاص فرات بوست _ من ناحية أخرى لوحظ خلال الأسبوع الماضي في معظم أرياف ديرالزور جفاف قسم كبير من الأراضي المتاخمة لنهر الفرات بعد الانحسار الأخير، بسبب اعتماد غالبية أصحاب الأراضي الزراعية على استجرار المياه مباشرة من النهر نحو أراضيهم لقلة عدد المضخات الكهربائية وانعدامها في مناطق أخري، كما لوحظ أيضاً انخفاض أسعار الأسماك من 1300 ليرة للكيلوغرام الواحد إلى 600 ليرة، نظراً لسهولة الاصطياد في المياه المتراجعة.
أما اليوم فمعظم السكان المحليون في المحافظة يعانون من تلف محاصيلهم الزراعية، لكن هذه المرة ليس بسبب انحسار المياه عن أراضيهم، إنما جراء الأجواء الماطرة التي شهدتها المحافظة منذ يومين وحتى اللحظة، حيث اجتاحت الفيضانات أجزاءً كبيرة من سرير النهر، بسبب خروج كافة جسور تصريف السيول عن الخدمة عقب استهدافها من قبل التحالف الدولي، وما زاد الطين بلة، أن التنظيم الهمجي دثر هذه الجسور بالأتربة، ما جعلها عائقاً بوجه تيار النهر.
وفي ظل هذه المعطيات فإن الضغط المائي على دعائم سد الفرات سيزداد، عن أي هطولٍ للأمطار علاوة على التزايد المستمر في مستوى التخزين في بحيرته، بسبب خروج غرفة تحكم السد عن الخدمة وبالتالي توقف عمل بواباته.
من جانبه صرح الناطق العسكري باسم ميلشيات (قسد) أثناء ظهوره في مقطعٍ مصور في سد الفرات، صرح أن لا خطر على السد ودعائمه، وأن والوضع تحت السيطرة بعد تشغيل مضخة السد من جهة “قناة البليخ”، غير أن مجموعة من المهندسين العاملين في السد سابقاً أكدوا لفرات بوست أن تصريحات الأخير “غير صحيحة” ومظلِلة وتعبر عن الاستهتار الشديد بأرواح أهالي المنطقة، لأن قناة البليخ لا تصب في مجرى نهر الفرات الأساسي إنما في فرع منه يتجه نحو العراق ليغذي “دجلة”.
فيما شهدت قرى ومدن ريفي ديرالزور والرقة حركة نزوح وتهجير غير مسبوقة على خلفية إنذارات وجهت لهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي وميليشيات قسد الانفصالية، علاوة على القصف الجوي المكثف على مناطقهم من قبل طيران التحالف الدولي والطيران الروسي وطيران النظام اللذين باتو بحاجة شرطي مرورٍ جوي لتنظيم قصفهم الممنهج.
سد الفرات الذي كان يأمن 10% من حاجة مؤسسات الدولة السورية للكهرباء، ويغذي ألاف الهيكتارات الزراعية، والذي كان يضخ 600 مترٍ مكعب في الثانية من المياه العذبة، بات اليوم عرضةً لنيران شتى الميليشيات المقتتلة في محيطه، كما أن السد سيحتاج لما يقارب الـ 10 مليار دولار لإعادة إعماره وتأهيله، في حال صمد حتى نهاية الحرب الدائرة.