مع تفاقم ظاهرة الفساد في مناطق سيطرة “قسد”، تصاعدت أعداد الحيتان الاقتصاديين الذين ينافسون أقرانهم في نظام الأسد من آل مخلوف وآل قاطرجي، وغيرهما من العائلات التي عُدت من الداعمين الاساسيين والأيدي الرئيسة في عمليات النهب والفساد الممنهجة في سورية.
آل المعزي، في ريف دير الزور الخاضع لـ”قسد”، من أكثر الأمثلة وضوحاً في هذا السياق، حتى أطلق عليهم سكان من المنطقة لقب “بيت مخلوف”، للدلالة على حجم الحظوة الكبيرة التي باتوا يتمتعون بها من قبل “قسد”، وحجم التجاوزات المالية والتجارية، وصعودهم المستمر في سلم الصفقات المشبوهة التي باتت معالمها ونتائجها وملامحها واضحة بشكل جلي على واقع أفراد الأسرة الاقتصادي.
معلومات جديدة حصلت عليها “فرات بوست” من مصادر عدة، حول العائلة المنحدرة من قرية الصعوة، ومن بينهم ما يطلق عليه اسم “المهندس اسماعيل.
بدأ فساد آل المعزي المالي، عندما عمد اسماعيل عقب انطلاق الثورة السورية في آذار/ مارس 2011، إلى جمع الأموال التي قدرت آنذاك بـ150 مليون ليرة سورية، والهروب معها إلى تركيا.
طريق العودة إلى المنطقة بدأ من خلال استثمار بئر نفطي على أطراف الصعوة، ليتوسع عمل أفراد العائلة مع سيطرة “تنظيم الدولة” على المنطقة، من خلال بيع النفط واستثمار المزيد من الآبار، والعمل كمندوبين لآل القاطرجي، وشركاتهم التي تعد المزود الرئيس لمناطق سيطرة الأسد بالنفط.
بعد سيطرة “قسد” على ريف دير الزور، بدأ أبناء المعزي بالتقرب من قيادات “قسد”، من خلال إقامة الولائم وتقديم الهدايا الثمينة، ليسفر ذلك عن تسليمهم مناصب إدارية ومالية، ومن ذلك منح نصر المعزي إدارة سادكوب، ويحيى المعزي الزراعة، واسماعيل المعزي الانشاءات وابن شقيقته المطاحن، وعبد السلام المعزي الجمارك، وبسام المعزي النفط والآبار.
اسماعيل المعزي أحد أهم رجالات العائلة حالياً، عمل سابقاً كموظف في الانشاءات واعمال البناء وتعبيد الطرق وإصلاح الأبنية، لكنه ومع تقربه أكثر من القيادات الكردية وعلى رأسهم هافال عبدالله واغراقهم بالهدايا، بدأ في طريق السيطرة على الشركة التابعة للانشاءات، وطرد أغلب الموظفين، لتعيين بدلاً عنهم أقارب له.
إضافة إلى ما سبق، كان اسماعيل المعزي من السباقين إلى شراء المسروقات من اللصوص الذين سرقوا أبراج الكهرباء في دير الزور والحسكة، ومحطات المياه وآليات وأبراج الاتصالات وغيرها من المسروقات، وتجديدها وبيعها للمجالس المحلية التابعة لـ”قسد”.
وبالتزامن مع ذلك، توسعت مؤخراً تجارة أفراد العائلة مع أبناء القاطرجي من خلال بيع وتهريب المحروقات وتقل الحبوب إلى مناطق سيطرة النظام، ويحصل ذلك بشكل خاص، عن طريق مندوبهم عساف الدرزي، أحد أبناء بلدة مراط.