معرض دمشق الدولي يعرض الرؤية الاقتصادية لسوريا

by Ahmad b..d

*فرات بوست: تقارير ومتابعات 

 

دمشق

يُفتتح معرض دمشق الدولي، أحد أقدم الفعاليات التجارية في الشرق الأوسط، يوم الأربعاء، حيث تُروّج السلطات السورية لرؤية اقتصادية كدولة تقع على مفترق طرق في المنطقة.

تُصنّف الحكومة هذا الحدث دليلاً على قدرة سوريا على جذب الاستثمارات لإعادة الإعمار بعد حرب دامت 13 سنة، ووجهة للشركات التي تسعى إلى مكانة محورية في بلاد الشام.

من بين 800 شركة مشاركة، هناك 200 شركة من خارج سوريا. وللأردن وتركيا تمثيل كبير، بالإضافة إلى شركات من المملكة العربية السعودية وقطر ومصر وبلجيكا وجنوب إفريقيا والفلبين.

“جانب من افتتاح معرض دمشق الدولي في دورته الــ 62 عام 2025”

لم تظهر أي شركات أمريكية. بدأت واشنطن رفع العقوبات عن سوريا في يونيو/حزيران، لكن العديد من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر لعام 2021، والذي استهدف بشكل رئيسي النظام السابق، لا تزال قائمة.

دمشق

أكد الرئيس أحمد الشرع، الذي افتتح المعرض على أرض قرب نهر بردى في دمشق، على ضرورة ألا “يُفوّت” العراق ولبنان الفرص المتاحة في سوريا. وشدد على مكانة سوريا كحلقة وصل بين أوروبا وشبه الجزيرة العربية، وعلى إمكانية إعادة تأهيل خطوط الأنابيب القديمة التي تمر عبر البلاد.

وقال الشرع في حفل الافتتاح: “لطالما تمتعت سوريا، عبر تاريخها التجاري، بمكانة مرموقة بين دول العالم”.

رغم كل الحروب والأطماع التي حلّت بهذه الأرض، حافظت على مكانتها وحرفيتها التي انطبعت في نفوس أهلها ومجتمعها.

دمشق

الرئيس السوري “المؤقت” أحمد الشرع ــ الصورة وكالات. 

لم يُعلن الرئيس السوري عن أي سياسة اقتصادية محددة، ولكنه أشار إلى تفضيله نهجًا غير تدخّلي، حتى تجاه التجار ورجال الأعمال الذين لم يُعلنوا ولاءهم للنظام الجديد.

قال محمد حمزة، رئيس شركة حكومية تُدير المعرض، لوسائل إعلام: إن المعرض سيُبرز القدرات السورية ويربط البلاد بالأسواق الإقليمية والدولية.

وبدوره قال رجل الأعمال السوري عبد القادر الديري إنه على الرغم من أن الحكومة تُرسل “الإشارات الصحيحة” بالسماح للشركات بالعمل دون إكراه الدولة الذي ميّز الاقتصاد السوري في عهد نظام الأسد، إلا أنه لا يزال من المبكر جدًا تحقيق انتعاش اقتصادي.

وقال السيد الديري، الذي يتوقع أن تُعيق التقلبات الإقليمية النمو في قطاعات مثل السياحة: “لقد كان الضرر الذي خلفته ستة عقود من حكم حزب البعث هائلاً. كانت سوريا بمثابة كوريا الشمالية. وسيكون الطريق إلى كوريا الجنوبية طويلاً”.

“وصول الرئيس أحمد الشرع إلى معرض دمشق الدولي مساء الأربعاء”

يُقام المعرض بعد يوم من غارة إسرائيلية على قاعدة عسكرية جنوب دمشق، أسفرت عن مقتل ستة جنود سوريين. وقع الهجوم بالقرب من الطريق الرئيسي المؤدي إلى الأردن، أحد أبرز المشاركين في المعرض.

تصاعدت التوترات بين دمشق و”إسرائيل” منذ أن شنت السلطات الإسرائيلية الشهر الماضي غارات ردًا على أعمال عنف في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، جنوب سوريا.

أفادت وسائل إعلام رسمية أن وزير الخارجية أسعد الشيباني أجرى محادثات مع البنك الدولي يوم الأربعاء. وأضافت أن وزير الطاقة محمد البشير أجرى محادثات مع شركة “غلف ساندز” النفطية حول إمكانية “إعادة تفعيل الأنشطة” في سوريا.

دمشق

“وزير الخارجية السوري في الحكومة المؤقتة أسعد الشيباني”

خضع الاقتصاد السوري لقيود صارمة طوال معظم الفترة منذ الاستقلال في أربعينيات القرن الماضي، على الرغم من أن بشار الأسد “دشن حملة تحرير اقتصادي” بعد توليه (توريثه) السلطة عام 2000 بفترة وجيزة. إلا أن الفوائد ذهبت في الغالب إلى من أصبحوا أوليغارشيين (حكم القلة) وشبكتهم من الوسطاء والشركاء الصغار.

ساهم الخلل الاجتماعي والاقتصادي الناجم عن ذلك في اندلاع حركة الاحتجاج ــ الثورة السورية عام 2011، والتي قتل فيها النظام الذي يهيمن عليه العلويون آلاف المدنيين، معظمهم من الطائفة السنية ذات الأغلبية. وبحلول نهاية ذلك العام، كانت الحرب مستعرة.

شكّل سكان الريف السوري في جنوب درعا وغيرها، وهم الخاسرون الرئيسيون من سياسات الأسد الاقتصادية، بسبب الركود الاقتصادي الذي أصاب الريف بشدة، نواة الثوار المسلحين.

“كلمة الرئيس أحمد الشرع في حفل افتتاح معرض دمشق الدولي” 

والآن، تتطلع الجماهير المؤيدة للشرع إلى جني ثمار اقتصادية من إسقاط النظام القديم. قاد السيد الشرع، زعيم “هيئة تحرير الشام” آنذاك، هجومًا استمر 11 يومًا وأطاح بالنظام القديم في ديسمبر/كانون الأول.

دمشق


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy