فرات بوست: أخبار | تقارير
وصل اليوم الاثنين وفدٌ عسكريٌّ وأمنيٌّ من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى العاصمة دمشق، لعقد اجتماعٍ مع مسؤولين في الحكومة السورية، لمناقشة ملفاتٍ مشتركة تتعلق بالتنسيق الأمني والعسكري في مناطق شمال وشرق البلاد.
ويضم الوفد كلاً من سيبان حمو، القائد العام لما يسمى بـ”وحدات حماية الشعب” (YPG)، وسوزدار حاجي، إلى جانب شخصياتٍ ميدانيةٍ أخرى مثل أبجر داوود و“شاكر دير الزور”، وجميعها أسماءٌ مستعارة.
وكشفت مصادر لـ”فرات بوست” أن المدعو “شاكر دير الزور” هو في الحقيقة خلف العبيد الموسى العبد العلي، الملقب بـ“الحنّش”، وينحدر من قرية أبو حمام في ريف دير الزور الشرقي.
وأضافت المصادر أن “الحنّش” شغل سابقاً منصب “شرعي” في تنظيم الدولة خلال فترة سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2018، وكان من آخر الشرعيين الذين بقوا في صفوف التنظيم قبل انهياره.
وذكرت المصادر أن “الحنش” تبرأت منه عائلته، بسبب انضمامه للتنظيم، وذلك نظراً لما سببه لهم من خلافات مع سكان المنطقة، خاصةً أن سكان منطقته هم من عشيرة الشعيطات، والتي ارتكب فيها تنظيم الدولة واحدة من أبشع المجازر، راح ضحيتها نحو 1300 شخص من عشيرة الشعيطات، عام 2014.
وعقب هزيمة التنظيم، اعتقلت قوات قسد “الحنش” وأودعته في سجن القامشلي لمدة شهرين، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً ليبدأ بالتعاون مع أجهزتها الأمنية.
وبعد فترةٍ من العمل في الخفاء، اختفى عام 2021 في ظروفٍ غامضة، قبل أن يعود للظهور هذا الأسبوع كممثلٍ ومفاوضٍ رسمي في اجتماعٍ مع الحكومة السورية.
يُذكر أن ما يُعرف بـ”الشرعي” في صفوف تنظيم الدولة هو بمثابة قاضٍ دينيٍّ يصدر الفتاوى والأحكام، بما فيها قرارات القتل وقطع اليد للسارق، بالإضافة إلى العقوبات الميدانية التي نفذ التنظيم آلافاً منها خلال فترة سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق.

صورة تعود لعام 2015 … تنظيم الدولة يقوم بقطع يد شاب بتهمة السرقة في حي اليرموك بدمشق
وتأتي مشاركة شخصيةٍ ذات سجلٍّ مثيرٍ للجدل مثل “الحنّش” ضمن وفدٍ رسمي لقسد لتفتح الباب أمام تساؤلاتٍ واسعة حول آليات اختيار ممثليها، وطبيعة العلاقات الخفية بين أطرافٍ سابقةٍ في الصراع السوري، في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى مستقبل التفاهمات الأمنية بين قسد والحكومة السورية.
إعداد وتحرير: مؤيد الحسين

