العنف داخل المدارس السورية… كابوسٌ يلاحق الطلاب وأسرهم

by Anas abdullah


فرات بوست: أخبار | متابعات

تشهد المدارس في معظم المحافظات السورية مؤخرًا ظاهرة خطيرة تتمثل بتعرّض الطلاب للعنف داخل المدارس، ما بات يشكّل هاجسًا كبيرًا لدى أولياء الأمور عند إرسال أبنائهم إلى الدوام المدرسي، في ظل غياب الرقابة والمساءلة من الجهات المعنية.

وخلال الأسبوع الماضي فقط، سُجّلت عدة حالات عنف وضرب استهدفت طلابًا لم تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام، بعضُها تم توثيقه بالصوت والصورة، ما أثار حالة من الاستياء والغضب بين الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي.

الطلاب العائدون من اللجوء… الأكثر تضررًا

تكتسب هذه الظاهرة خطورتها بشكلٍ خاص على الطلاب العائدين من بلدان اللجوء، إذ يجد هؤلاء أنفسهم في بيئة تعليمية مختلفة كليًّا عن تلك التي اعتادوا عليها في الخارج. فالكثير من الأطفال السوريين الذين وُلدوا أو درسوا في بلدان المهجر، تلقّوا تعليمهم وفق أساليب تربوية حديثة تراعي الجانب النفسي للطفل، ما يجعلهم أكثر حساسية تجاه أي شكلٍ من أشكال العنف.

تيم العبدلله… طفل يرفض العودة إلى مدرسته

وفي واحدة من الحوادث التي وثّقتها “فرات بوست”، يروي والد الطفل تيم العبدلله أن ابنه تعرّض للصفع على وجهه بطريقة عنيفة على يد إحدى المعلمات في مدرسة عزيز مطر الواقعة في حي الجورة بمدينة دير الزور.

ويقول “العبدلله” إن الحادثة تركت أثرًا نفسيًا كبيرًا على ابنه، الذي أصبح يرفض العودة إلى المدرسة بشكلٍ قاطع، مشيرًا إلى أن أربعة طلاب آخرين تعرّضوا للصفع ذاته من قِبل المعلمة، دون أن تتخذ الإدارة أي إجراء بحقها حتى الآن.

ويقول “العبدلله” إن الحادثة تركت أثرًا نفسيًا كبيرًا على ابنه، الذي أصبح يرفض العودة إلى المدرسة بشكلٍ قاطع، مشيرًا إلى أن أربعة طلاب آخرين تعرّضوا للصفع ذاته من قِبل المعلمة، دون أن تتخذ الإدارة أي إجراء بحقها حتى الآن.

صورة للطفل تيم العبدلله

فيديوهات توثق العنف… وردود غاضبة

وقبل يومين، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا من مدينة داريا بريف دمشق، يُظهر مديرة مدرسة محمد سعيد الشيخ وهي تقوم بتعنيف عددٍ من الطلاب داخل المدرسة بطريقةٍ وصفت بأنها “مهينة وغير تربوية”.

صورة من فيديو متداول لمديرة المدرسة في مدينة داريا

صورة من فيديو متداول لمديرة المدرسة في مدينة داريا

كما نشر والد طفلةٍ في بلدة غرانيج الواقعة تحت سيطرة “قسد” مقطعًا مصورًا يوثّق تعرض طفلته للضرب في مدرسة المريعية.

أولياء الأمور: لا جهة لمحاسبة المسؤولين

عدد من أولياء الأمور الذين تحدثوا لـ“فرات بوست” قالوا إنهم لم يجدوا أي جهة رسمية يمكنهم التقدّم إليها بشكوى بخصوص هذه الحوادث، مشيرين إلى أن معظم المدارس لا تعقد اجتماعات دورية مع الأهالي ولا تطرح مشكلات الطلاب للنقاش أو الحل.

ويرى الكثير من الأهالي أن تزايد حالات العنف داخل المدارس ينذر بأزمة تربوية ونفسية حقيقية في ظل غياب الرقابة والمحاسبة، مطالبين وزارة التربية والمنظمات المعنية بحقوق الطفل بفتح تحقيقات عاجلة واتخاذ خطوات ملموسة لضمان بيئة تعليمية آمنة تحفظ كرامة الطلاب وحقوقهم الأساسية.

إعداد وتحرير: مؤيّد الحسين

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy