3.85 مليار دولار منهوبة.. شركة بريطانية تكشف حجم سرقات “قسد” للنفط السوري

by Anas abdullah

فرات بوست: أخبار | تقارير

جدّدت شركة “جلف ساندز” البريطانية، إحدى أبرز شركات الطاقة التي تمتلك تاريخاً عريقاً في سوريا، دعوتها إلى وضع استراتيجية وطنية مركزية للطاقة، معتبرة أن هذا المسار هو المدخل الأساسي لإعادة إعمار البلاد وضمان استفادة السوريين من مواردهم الطبيعية.

وأكدت الشركة أن إدارة الموارد المحلية بشكل قانوني وشفاف من شأنه أن يُحقق عائدات تصديرية ضخمة، ويُحفّز النشاط الاقتصادي عبر توفير فرص العمل والتدريب للمجتمعات السورية، فضلاً عن كونه ركيزة أساسية لبناء الثقة الضرورية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

55 مليون برميل منهوبة منذ 2017
تأتي هذه الدعوة في وقت كشفت فيه بيانات حديثة عن حجم الاختلاس المستمر لموارد الشعب السوري، إذ تم استخراج ما يزيد على 55 مليون برميل من النفط والغاز المكافئ من البلوك 26 شمال شرق سوريا، منذ عام 2017، بقيمة تُقدّر بنحو 3.85 مليار دولار أمريكي.

وأشارت الشركة إلى أن هذه العمليات تُدار بشكل غير قانوني وترتبط بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وذراعها العسكرية “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وما تزال مستمرة حتى اليوم، لتُهرَّب عبر السوق السوداء بأسعار زهيدة تُفيد جهات غير مشروعة وتحرم الشعب السوري من ثروته السيادية.

كوارث بيئية وصحية
إلى جانب الخسائر الاقتصادية الهائلة، حذّرت جلف ساندز من أن تقنيات الاستخراج البدائية وغير المُنظمة تُلحق أضراراً بالغة بالأرض والمياه، وتؤدي إلى انتشار أمراض تنفسية وجلدية وسرطانية في المجتمعات المحلية، ما يُضيف عبئاً صحياً خطيراً على السوريين.

ترى الشركة أن البديل الأفضل متاح بقوة، مؤكدة أنه في حال وجود استثمار مناسب وإشراف مركزي وتقنيات متطورة، يمكن رفع الإنتاج من معدله الحالي البالغ نحو 80 ألف برميل يومياً إلى ما يقارب 4.5 مليون برميل مكافئ يومياً.

وتُقدّر الشركة أن إدارة هذا القطاع بشكل قانوني وشفاف يُمكن أن يُدر مليارات الدولارات سنوياً، سواء تم توجيه الإنتاج للاستخدام المحلي أو عبر التصدير، بما يكفي لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة، وتحريك عجلة الاقتصاد، وتوفير فرص عمل واسعة، وتحقيق استقرار طويل الأمد.

وأكدت جلف ساندز أن الطريق نحو سوريا موحدة ومزدهرة يمر عبر وضع قطاع الطاقة تحت سيطرة الحكومة المركزية مع ترتيبات عادلة لتقاسم الإيرادات بين مختلف المناطق. وأشارت إلى أن هذا المبدأ أُقرّ مبدئياً في إطار العمل ذي النقاط الثماني، الذي أُعلن عنه في مارس/آذار الماضي بين الحكومة السورية الجديدة و”قسد”، غير أن التقدم في تطبيقه ما يزال متعثراً.

وأعربت الشركة عن استعدادها للعودة والاستثمار بقوة في عملياتها فور تطبيق هذا الإطار وضمان بيئة آمنة، مؤكدة أن ذلك سيفتح الباب أمام عودة شركات الطاقة العالمية والاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى سوريا.

وقال جون بيل، المدير العام لجلف ساندز:
“لطالما استُغلت الموارد الطبيعية السيادية لسوريا. إن إعادة بناء قطاع طاقة مركزي وشفاف أمرٌ بالغ الأهمية لبناء الثقة وعودة الاستثمار الأجنبي. جميع المناطق، بما فيها شمال شرق البلاد، ستستفيد من هذا الترتيب، وهو أمر حيوي لتمكين الشعب السوري من إعادة البناء والتعافي، والمضي نحو مستقبل مستقر وآمن ومستدام.”

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy