هكذا يصبح الصديق عدواً في غمضة عين!!

by admindiaa

نشر موقع “تاسك أند بروبوز” الأمريكي تقريراً لرئيس تحريره بول زولدرا وهو أيضاً أحد المجندين السابقين في البحرية الأمريكية “المارينز” نشر في الثامن من أغسطس آب العام الجاري تقريراً بعنوان “الهجوم الداخلي في سوريا الذي أنكره البنثاغون” قائلاً:
كان مساء يوم سبت حالك الظلام في فبراير شباط الماضي في قاعدة عسكرية في سوريا، عندما كان الرقيب “كاميرون هالكوفيتش” والعريف “كاين داوني” في جولة لتفحص وتأمين زملائهما في قوات المارينز في القاعدة العسكرية.
كرقيب وعريف كانت مهمتهما إعداد جداول المناوبة على مدار الساعة، وتفقد أجهزة اللاسلكي وتفقد نقاط المراقبة التي كانت تعمل على تأمين القاعدة من أي هجمة محتملة من قبل تنظيم داعش الذين كانوا يغيرون على الموقع منذ أشهر.
لكن في تلك الليلة المتأخرة من فصل الشتاء انقلب عليهم أحد عناصر شركات الولايات المتحدة من “قوات الدفاع الذاتي” مطلقاً رصاصتين، وهو أول حادثة للهجوم الذي يعرف “بالهجوم من الحليف” أو الهجوم من الداخل، في حين أن البنثاغون عادةً ما يعلن عن مقتل أو إصابة أحد أفراد الخدمة في هجوم داخلي، إلا أنه وفي هذه المرة لم يتم الإعلان عن حادثة هالكوفيتش الرقيب الذي تلقى رصاصتين في الساق ونجا.


“يستند هذا التقرير على شهادات من مصادر متعددة، ووثائق صادرة عن المنح العسكرية، وتفاصيل قليلة صدرت عن وزارة الدفاع الأمريكية البنثاغون، كما أصبح سراً مكشوفاً بين أكثر من 1000 مجندي مشاة البحرية من زملاء هالكوفيتش في الكتيبة الثانية في فوج البحرية السابع المتمركزة في 29 بالمز، كاليفورنيا – على شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية.”
وقال أحد المصادر مشترطاً عدم كشف هويته خوفاً من الانتقام: “من المفارقة أن يتم إطلاق النار على أحد مشاة البحرية الأمريكية ولا أحد يسمع عن ذلك، يكاد رأي ينفجر من التفكير في هذا الأمر!”


وأضاف الكاتب بول زولدرا أنه قدم استفساراته لمسؤولي التحالف للحصول على تصريح حيال الحادثة، لكن الرد كان “النفي القاطع من المسؤول، وأنه لم تسجل أي هجمات داخلية مشابهة خلال تأدية الخدمة.”
كانت هذه الوحدة الصغيرة من مشاة البحرية “المارينز” التابعة للكتيبة الثانية في فوج البحرية السابع لديها مهام اعتيادية في مواقع دعم البعثة العسكرية إلى أرجاء متفرقة من القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد أمضى عناصرها معظم الوقت في مهام تفكيك الألغام والمراقبة وتأمين المواقع القريبة من خطوط الاشتباك مع تنظيم الدولة “داعش” بالإضافة لقيامهم بتدريب ودعم “قوات سوريا الديمقراطية” في المعارك ضد التنظيم.
لكنهم وعلى الرغم من ذلك الروتين المتبع في المهام الموكلة إليهم، إلا أنهم كانوا يفضلون عدم الاختلاط مع شركائهم من الوحدات الكردية باستثناء “سيجارة عرضية” كانت تجمعهم بعناصر الوحدات بشكلٍ سريع وغير مستحب.
بدأت العلاقة بين الطرفين بالتدهور في أوائل شهر فبراير شباط المنصرم، عندما أشهر أحد عناصر الوحدات الكردية سلاحه في وجه جنود المارينز لكنهم تداركوا الموقف، حيث تم تنبيه هالكوفيتش ودواني عن حالة من الفوضى عند البوابة الخاصة بقوات أمن القاعدة، فسارعوا بالركض للتحقق من الأمر، وعند وصولهما إلى المكان أخبرهما عناصر وحدات الدفاع الذاتي الكردية أن شاحنةً خارج البوابة على الطريق العام كانت تواجه مشكلة وأنهم ساعدوا من فيها على المتابعة وانتهت المشكلة.
“الكذبة كشفت سريعاً” عندما خرج مدني سوري من السيارة حاملاً بين ذراعيه طفلاً ميتاً مخضباً بالدماء، وبحسب المصدر وعند نظر جنود المشاة إلى داخل الشاحنة كانت الدماء في كل مكان وأكثر من 7 مدنيين لم يعرفوا ما إذا كانوا على قيد الحياة ينزقون ومستلقين على مقاعدها، لذا كان يتوجب على جنود المارينز المساعدة بأي شكل، إلا أن عناصر الوحدات الكردية رفضوا السماح لهالكوفيتش ورفاقه بالمساعدة، منتهكين “اتفاقية جنيف” التي نصت بنودها على حظر الامتناع عن تقديم المساعدة الطبية أو التمييز في توفيرها.
كان ذلك قبل أسبوع من حادثة إطلاق النار على الرقيب هالكوفيتش، بعد ذلك طرد عنصر الوحدات من القاعدة، ليزداد التوتر في هذه القاعدة لاحقاً، ويسود الأجواء حالة من الاستياء بين أوساط مقاتلي الوحدات حيال هذه الحادثة، لأن المجموعة التي تم إسعافها من المدنيين كانت قد تعرضت للاستهداف المباشر من الوحدات وأنهم تقصدوا عدم السماح لهم بالعبور فقط لأنهم من العرب، تاركين هؤلاء المدنيين لينزفوا حتى يلاقوا حتفهم.
لكن المسعفين التابعين للقوات المارينز الأمريكية تمكنوا من إسعاف أربعة أشخاص ممكن كانوا في تلك الشاحنة، على الرغم من رفض واستياء عناصر الوحدات الكردية.
وتابع الكاتب زولدرا قائلاً: بعد أسبوع من الحادثة، حوالي الساعة التاسعة مساءً يوم السبت 17 فبراير شباط من العام الجاري، قرر هالكوفيتش ودواني تفقد العريف جاي سميث الذي كان متمركزاً في برج المراقبة خلف رشاش كاليبر من عيار 50، وبعد المشي لنحو 100م من أماكنهم توقف هالكوفيتش لبرهة، ولكن عندما عبر تقاطعاً بين مبانٍ بالقرب من البوابة الرئيسية، أدرك أن شيئاً ما يبدو غريباً، ففي نقطة مراقبة الدخول كان من المفترض أن أحد عناصر “الدفاع الذاتي” على الأقل يراقب البوابة، لكن لم يكن هنالك أحد في تلك الليلة، ولم يكن أحد من جنود البحرية “المارينز” يعلم أن هذا العنصر مستلقياً في الظلام بالانتظار.
وصل داوني إلى مقبض البوابة لكنه وقبل أن يفتحه سمع صوت إطلاق نار من بندقية كلاشينكوف أ.ك47، ثم التفت وإذ به يرى الرقيب هالكوفيتش على الأرض ويقف فوقه تماماً عنصر الدفاع الذاتي الكردي مصوباً سلاحه نحو الأخير، ومباشرةً استهدف داوني ببندقيته من نوع م4 المهاجم بزوج من الرصاصات مردياً إياه قتيلاً، ورفع سلاحه بعيداً وصاح على زميلة سميث في برج المراقبة “هالكو أصيب، هالكو أصيب!.”
كان هالكوفيتش قد تلقى رصاصتين من عيار 7.62 في ساقه وأغمي عليه، وفي البداية ظن داوني أن الرقيب قد فارق الحياة لولا أنه تفحص عيناه بمصباح ذو لون أحمر، بينما بقي العريف جاي سميث في البرج ليطلب المساعدة من زملائه عبر جهاز اللاسلكي، لينقل هالكوفيتش لاحقاً إلى نقطة طبية قريبة فيها جراحين من الجيش الأمريكي، لاحقاً توجه داوني إلى قاعدة عسكرية قريبة لشرح ما حدث للمحققين.
ووفقا للقواعد المعمول بها ضمن قوات الخدمة المشتركة، سيمنح الرقيب هالكوفيتش ميدالية تشجيعية مقدمة من القيادة العامة التي ستعوضه عن إصابته “خلال إطلاق نار” مع التشديد على عدم ذكر هوية أو مصدر الاستهداف الذي تعرض له الرقيب، وسيحصل العريف كاين داوني على ميدالية الخدمة المشتركة أيضاً لإنقاذه حياة هالكوفيتش، ثم سينقل إلى قاعدة أخرى للتحالف الدولي في محافظة الحسكة، وهو الآن يؤدي مهامه في تلك المنطقة، مع قوات سوريا الديمقراطية الذين كان قد قدم “لتأمينهم وحمايتهم” هو ورفاقه من جنود المارينز التابعين للولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أيضاً أن المتحدثين باسم “قوات سوريا الديمقراطية” ورغم كل هذه الملابسات، وعند توجيه استفسارنا لهم لم يعلقوا على الحادثة، ورفضوا إعطاء أي تفاصيل، فيما قال أخو الرقيب هالكوفيتش: لم يتم إجراء أية تحقيقات للتعرف على هوية مهاجم أخي أو محاسبة الجهة المسؤولة عنه، وعندما قائد الوحدة التي كان يخدم فيها أخي قيل لي أن صورة أخي ستكون على الصفحة الأولى من كل الصحف الأمريكية عند عودتهم للوطن، وهذا ما دفعني للتحدث إليكم والقول أن أخي الجريح لم يتلقى ما يستحق من تكريم، هكذا يصبح الصديق عدواً في غمضة عين.”

فيما يلي رابط التقرير الأصلي عبر موقع تاسك أند بروبوز الأمريكي:
https://taskandpurpose.com/syria-insider-attack/

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy