مُتضادّات الأسئلة وأجوبة وقحة..!!

by admindiaa

  

  • الضفّة السادسة والخمسون

 

*أحمد بغدادي

 

“مَن لم تحرّكه الدماء المهرقة كل يوم وأثار غضبه الجوع  فهو  مجرّد من الإنسانية وينتمي إلى القطيع”

***

 

التاريخ.. ماذا تعرفون عن التاريخ؟ هل سوف تبلّلون أطراف أصابعكم باللعاب وتقلّبون صفحاته وتشيرون إلى ثورة هناك واسم ثائر هنا، وتقولون متبخترين كالطواويس إن هذا كان من أجدادي؟

نعم، يحق لأي شعب أن يتغنّى بتاريخ أسلافه ويمضي على خطاه، لكن، عندما يتجلّى الواقع وتظهر الحقيقة بعد أن تسقط أقنعة الزيف، يجب على كل شخص كان يمدح ويتغنّى بتاريخ أجداده النضالي أن يقفَ مع الحق ولا يحييد قيد أنملة عن الصواب.

أشهر قليلة وتدخل الثورة السورية في عقدها الأول، أي عشر سنوات من القتل والتهجير والدمار والاعتقالات والإخفاء القسري، والقمع والسلب والذل ضد الشعب السوري، الذي انتفض ضد الطاغية بشار الأسد ونظامه البوليسي!

 

 

وفي حين كانت المدن السورية المنتفضة تدفع أغلى الأثمان من دماء أبنائها، كانت هنالك شرائح (سورية) صامتة، وتقف متفرجة على الحياد، بذريعة الخوف من “الإسلاميين!” وللأسف، هي بحسب “الخارطة” تقع ضمن الجغرافيا السورية، وتدّعي أنها جزء لا يتجزّء من مكونات الشعب السوري!

ونحن الآن لسنا بصدد المناكفة  و”فتح الدفاتر”؛ إذ  إنّ أي سوري حرّ يشجّع أصغر حراك ضد الطاغية، ويكون “جزءاً لا يتجزّء” من أهداف الثورة، ومن سورية وأبنائها الحقيقيين؛ وعليه.. إن الغارقين في وهم  الانتصارات الخلبية التي يحرزها بشار الأسد في غرفة نومه على إسرائيل والإرهاب، يتحتّم عليهم أن يلغوا اشتراكاتهم في “شركة سيريتل” التابعة لــ رامي مخلوف، العدو الآني لسيدهم بشار، وكذلك، يجب أن يضعوا نصب أعينهم سقوطه في أي لحظة، فهذا النظام الآن يحتضر، وسوف ينهار قريباً، وعندها، ستخرج الملفات السرية، والمخططات، وكل مؤامرة وخطوات كيدية كانت تتّخذ بحق الشعب السوري، ابتداءً من الأقليات، ووصولاً إلى راعي أغنام في شرقي سوريا ينتمي إلى أكبر قبيلة هناك!

إن “الإرهاب” الذي يتشدّق به النظام وحلفاؤه، وأخاف عبره  مؤيديه، وغيرهم من ذوي “خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء”  – أي الذين يتمايلون كالقصب بحسب هبوب الرياح، ليس إلا إرهاباً خرج من جعبة “آل الأسد” ومشغليه في “تل أبيب”، وقد تمت مباركته من قبل أمريكا، مع تبرعات “داعشية”، عربية (خليجية) وروسيّة لوأد الحراك السلمي والمدني في سورية!

الآن؛ الأسد وعائلته يتهيؤون لحزم أمتعتهم، والفرار نحو “وطنهم” الجديد، برعاية روسية صهيونية، بعدما أدّى الطاغية القزم وظيفته، كأبيه حافظ الأسد، بتدمير الشعب السوري وتجهيله، وإفقاره، علاوة على سحق سوريا وجعلها من الدول المحطّمة والمتأخرة! وهنا، أي عقب هروب هذه المافيا ماذا سوف يحصل؟

هل سوف يتصالح السوريون، أم أنّ الهاوية التي أحدثها النظام وحلفاؤه الطائفيون وأصحاب الأجندات لن تنطمر؟

يحزننا أن الحقيقة مريرة، ولها أثمان، كما الدماء التي أهرقت في سورية أمام العالم قاطبةً دون ذرة شعور أو حراك، حتى تنديداً أمام السفارات و الشوارع  في العواصم العربية والأوروبية من قبل الشعوب المخصيّة!!

هذا ما جرت عليه العادة، لابدّ أن ثمن الحرية باهظ جداً في كل البلدان، ومع نيل الحرية، سوف يكسب آخرون، كانوا يرتشفون الشاي أمام الشاشات العريضة، ويحصون أعداد القتلى وهم يفركون خصاهم.. ويتثاءبون!

 

  • حينما يستيقظ الموتى هل سيكون لهم مجلسٌ مع الأحياء؟


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy