من هو عصام زهر الدين الذي هدد اللاجئين السوريين إن فكروا بالعودة.. وكيف ابتزهم سابقاً؟

by admindiaa


خاص – فرات بوست
جاء تهديد العميد عصام زهر الدين للاجئين خلال لقاء تلفزيون مباشر أمس الأحد، ليظهر جانباً من سياسة نظام الأسد المستقبلية التي يخطط لها، أو يعزم على تنفيذها أجنحة عسكرية داخل كيانه.
ما هدد به زهر الدين، يناقض رواية النظام التي دأب على تكرارها منذ سنوات، والقائلة إن اللاجئين السوريين فروا إلى خارج البلاد بسبب “إرهاب المجموعات المسلحة وداعش”، وبالتالي جاء رفض زهر الدين “المسامحة”، ليؤكد أن أغلب من لجأ إلى خارج سوريا فر هرباً من بطش النظام.
يعد عصام زهر الدين أحد أركان النظام البارزين، والذي يحظى بمكانة كبيرة لدى مؤيديه تكاد تنافس بشار الأسد رأس النظام، ويصنفه المتابع للشأن السوري مع العقيد سهيل الحسن (الملقب بالنمر) من أعمدة النظام العسكرية.
أظهر ابن قرية الصورة الكبيرة في محافظة السويداء البطش الشديد نحو المعارضين للأسد، واستفاد من الضوء الأخضر الممنوح من قبل النظام له لارتكاب المجازر على مدى سنوات خلت.
زهر الدين (56 عاماً) قائد الحرس الجمهوري والمسؤول عن العمليات القتالية في دير الزور، لعب تواجده في دير الزور وبمواجهة تنظيم داعش دوراً بارزا في زيادة شعبيته بين مؤيدي النظام، ويلقب باسم “نافذ أسد الله”، وأسوة بذلك تلقب المجموعات المقاتلة معه بـ”نوافذ الله على الأرض”.
اشتهر العميد زهر الدين قبل مجيئه إلى دير الزور بأنه أحد أبرز قادة قوات النظام التي هاجمت حي باب عمرو الشهير في حمص، وعرف بمجازره ضد المدنيين، ليكون لدير الزور النصيب الأكبر منها فيما بعد، عندما قاد مجموعة “نافذ أسد الله”، وهي تضم عناصر الحرس الجمهوري التابعيين للواء 104 الذي كان يتمركز سابقاً في جبل قاسيون.
اشتهرت هذه المجموعة إضافة إلى ارتكاب المجازر، بالتمثيل بجثث المعادين لها وقطع رؤوسهم، ونشرت عشرات الفيديوهات والصور ومن بينها لزهر الدين نفسه، وهو يقوم بالتمثيل بجثث مقاتلين لتنظيم داعش، دون أدنى تدخل، أو تعليق وإدانة من المنظمات الدولية والحقوقية.
ولعل من الجدير ذكره هنا، أن من بين أفراد هذه الميليشيا، يعرب ابن عصام زهر الدين، وهو بدوره ظهر في صورة نشرت على فيسبوك يحمل رؤوس عناصر من تنظيم داعش ويقوم بالتمثيل بجثثهم.
وربما يخفي على بعض المتابعين للشأن العسكري السوري، أن زهر الدين يقاتل إلى جانبه مجموعة من أقاربه ولا يثق إلا بهم، ما يؤكد أن “نوافذ الله على الأرض”، هي أقرب إلى الميليشيا منها إلى قوة عسكرية نظامية.
ولعل من المفارقة عند الحديث عن هجوم عصام زهير الدين على اللاجئين الذين مروا بمرحلة النزوح قبل لجوئهم، أنه هو نفسه استغل معاناة هؤلاء بشكل كبير ورغبتهم بإنقاذ أرواحهم وأرواح أفراد أسرهم.
حصل ذلك على مدار سنوات في دير الزور بعد حصار الأحياء الخاضعة له من قبل داعش، حيث اشترط لخروج الشخص دفع مبلغ 50 ألف ليرة في الأشهر الأولى للحصار في بداية عام 2015، قبل أن تصل إلى 300 ألف ليرة، وإلى نصف مليون.. ومليون ليرة فيما بعد.
ومن هنا يتساءل البعض، ربما متهكماً أو قاصداً، هل سيقبل زهر الدين بعودة اللاجئين إلى بلادهم مستقبلاً وخاصة أبناء دير الزور، لكن بعد أن يدفعوا له مبالغ طائلة كثمن السماح لهم بالعودة، أسوة بما فعله عند خروجهم، وبالتالي كان تصريحه أمس تمهيداً للقول إن “رشوة” الإياب، تضاهي أو تفوق قيمة “رشوة” الذهاب.

بقلم الصحفي في فرات بوست : محمد العمر

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy