فرات بوست: أخبار | متابعات
استجابة لدعوة الرئيس السوري أحمد الشرع، خرج مئات السوريين، اليوم الجمعة، في مظاهرات حاشدة شملت أكثر من 40 نقطة في مختلف أنحاء البلاد، وذلك في الذكرى السنوية لعملية “ردع العدوان” التي أطاحت بنظام الأسد في ديسمبر من العام الماضي.
وقد حملت المظاهرات رسائل متعددة، أبرزها التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض مشاريع التقسيم والانفصال، والتضامن مع ضحايا القصف الإسرائيلي الأخير.
وكان الرئيس الشرع قد دعا في تسجيل مصور، يوم أمس، المواطنين إلى الخروج للتعبير عن تمسكهم بمبادئ الثورة وتأكيداً على وحدة البلاد.
وشهدت مدينتا حمص وحماة أكبر الحشود، حيث رفع المتظاهرون لافتات تعبر عن دعمهم لأهالي محافظات الجزيرة السورية (الرقة، الحسكة، ودير الزور)، وطالبوا بإنهاء نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في تلك المناطق، مؤكدين على أن إدارة هذه المحافظات يجب أن تكون ضمن الدولة السورية الموحدة.
ولم يغب التوتر الأمني الأخير عن هتافات المتظاهرين، حيث رفعت شعارات وعبارات تضامنية واسعة مع بلدة بيت جن في ريف دمشق، التي شهدت فجر اليوم هجوماً إسرائيلياً دامياً. والذي أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 24 آخرين، بينهم نساء وأطفال.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى محاولة قوة إسرائيلية التوغل داخل البلدة، قبل أن يتصدى لها مجموعة من الشبان المحليين، لترد الطائرات المسيرة الإسرائيلية بقصف عنيف استهدف المكان، مما أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين.
وقد عكست مظاهرات اليوم الجمعة نبض الشارع السوري الذي بدا منقسماً بين الاحتفال بذكرى التغيير السياسي، والتعبير عن الغضب تجاه التحديات الأمنية والسيادية الجديدة.
فبينما احتفى المتظاهرون بمرور عام على نهاية حقبة نظام الأسد، علت أصواتهم للمطالبة بوحدة الصف، وطرد القوات الأجنبية، ورفض أي محاولة لفرض واقع جديد يهدد وحدة سوريا الجغرافية والديموغرافية.
وتأتي هذه الأحداث في وقت حساس تمر به البلاد، حيث تسعى الحكومة الجديدة لتثبيت الاستقرار وبسط سيادتها على كامل الأراضي، بينما لا تزال التحديات الأمنية على الحدود وفي بعض المناطق الداخلية تشكل العقبة الأكبر أمام تحقيق الاستقرار.
إعداد وتحرير: مؤيد الحسين

