في زحمة الحديث عن مفرزات نهاية “تنظيم الدولة”.. ماذا عن مصير من اعتقلهم؟

by admindiaa


غداة الوصول إلى المرحلة الأخيرة من حياة “تنظيم الدولة” على الأرض (مع استمرار وجوده كنهج وفكر لدى الكثيرين)، وفي زحمة الحديث عن مفرزات هذه النهاية من بحث في ظاهرة المقاتلين الأجانب ومستقبل من تبقى منهم، أو أسرهم، ومصير اطفال الخلافة، وغيرها من القضايا المهمة المرتبطة بالتنظيم، إلا أن الأهم من كل من كل ما سبق، وهو الكشف عن حال الآلاف من المعتقلين الذين زج بهم التنظيم في معتقلاته مثل إعلان “خلافته”، لم تكن ضمن الأجندات والأسئلة المطروحة أبدا.
على مدار سنوات خلت، وصولا إلى الأيام القليلة الماضية، شهدنا عشرات الصفقات ما بين التحالف وقسد، أو النظام والروس والإيرانيين و”حزب”، أو المعارضة من جهة، و”تنظيم الدولة” من جهة أخرى، إلا أن معرفة حال المعتقلين أو الكشف عن مصيرهم لم تكن في أجندة أي صفقة من هذه الصفقات، رغم أن الكثير منها شمل إطلاق سراح مقاتلين أسرهم التنظيم في معاركه مع القوى المختلفة.
جميع من حارب “تنظيم الدولة” أو زعم محاربته، لم يكن ضمن اهتمام أو أولويات أي منهم وضع لجان أو إنشاء مراكز تتقصى أسماء المغيبين المدنيين في سجون التنظيم، وتوثيق أسمائهم وبذل الجهود للحصول على معلومات تفصيلية عنهم من أسرهم، في سبيل وضعهم في دائرة الضوء عند أي مفاوضات تجري مع “تنظيم الدولة” أو لمحاولة معرفة مصيرهم من خلال قادة التنظيم وعناصره القابعين في سجون التحالف و”قسد” والروس والنظام، بل وحتى المعارضة .
آلاف الأسر السورية ما زال أفرادها ينتظرون بحرقة أية معلومة تبين لهم مصير أبنائهم وإن كانوا أحياء أم أموات، وتشعر (أسرة كل معتقل) بأسى عندما يكون السؤال الأول لأي عنصر أو قائد من التنظيم عند خروجه من مناطق سيطرته أو القبض عليه، أو استجوابه هو: هل أنت نادم على انضمامك للتنظيم؟! أو إن كان يرغب بالعودة إلى دولته التي قدم منها (للمقاتلين الأجانب أو أفراد أسرهم)؟!
وبالتالي، فإن حال من اعتقلهم التنظيم ومصيرهم، يبدو أنه كان من آخر اهتمامات من زعم الانتصار على “تنظيم الدولة”، وربما لم توجد في أجنداته يوما ما.

قد يعحبك أيضاً

1 تعليق

ابو خالد فبراير 24, 2019 - 9:34 م

على الرغم من أهمية هذا الأمر لمئات العائلات إن لم يكن آلاف العائلات المنكوبة بأبنائها من قبل التنظيم الإجرامي إلا أنه لم يتم التطرق لهذا الموضوع ولو بتصريح واحد من قبل القوى الفاعلة على الساحة وبما أنني أحد المنكوبين بأحد بابنائي لاتوجد لدي أو لدى غيري ممن هم مثلي أي وسيلة أو ورقة ضغط لتفعيل أمر المطالبة بالكشف عن أبنائنا المفقودين

Reply

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy