في أول زيارة رسمية له.. الرئيس الشرع يسعى لإعادة ضبط العلاقات مع روسيا

by Ahmad b..d

*فرات بوست: تقارير ومتابعات 

 

روسيا

قال الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الأربعاء إنه يريد “إعادة تعريف” العلاقات مع موسكو، وذلك خلال استقباله من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في أول لقاء لهما منذ الإطاحة بحليف الكرملين الرئيسي الدكتاتور بشار الأسد العام الماضي.

أمام كاميرات التلفزيون، استقبل بوتين الشرع بحرارة في الكرملين، ولكن خلف الأبواب المغلقة، كان من المتوقع أن يضغط الرئيس السوري على موسكو لتسليم الأسد، الذي فر إلى موسكو بعد الإطاحة به.

وكان من المتوقع أيضًا أن يناقش الرجلان وضع القواعد العسكرية الروسية القيّمة في البلاد – القاعدة البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية في حميميم والتي ظل مصيرها غامضًا منذ سيطرة المعارضة عليها.

كانت روسيا حليفًا رئيسيًا للأسد خلال الحرب السورية الدامية التي استمرت 14 سنة، حيث قدمت دعمًا عسكريًا حيويًا أبقى قواته في السلطة.

لكن أُطيح به من السلطة في كانون الماضي في هجومٍ قادته قوات المعارضة المسلحة بقيادة الشرع، ففرّ إلى روسيا التي تؤويه وعائلته منذ عشرة أشهر.

روسيا

في تصريحاته ببداية الاجتماع، أقرّ الشرع بالعلاقات التاريخية بين البلدين، لكنه قال إنه يريد إعادة تقييمها، بينما يُخرج دمشق من عزلتها على الساحة العالمية.

وقال الشرع لبوتين: “نسعى إلى استعادة طبيعة هذه العلاقات وإعادة تعريفها بطريقة جديدة، بما يضمن استقلال سوريا، وسيادة سوريا، ووحدة أراضيها وسلامة أراضيها واستقرارها الأمني”.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يتصافحان خلال لقائهما في قصر الكرملين الكبير في موسكو في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025. (تصوير: ألكسندر زيمليانيتشنكو / بول / أ ف ب)

وأشاد الزعيم الروسي بـ“العلاقات المميزة” بين البلدين التي “تطورت بين بلدينا على مدى عقود عديدة”.

ولم يتطرق أيٌّ منهما إلى الأسد أو القواعد الروسية، وهما نقطتا الخلاف الرئيسيتان في العلاقة.

«لجوء الأسد» 

صرح مسؤول حكومي سوري لوكالة فرانس برس قبل الاجتماع أن الشرع سيطلب من بوتين تسليم الأسد، الذي تقول روسيا إنها تحميه “لأسباب إنسانية”.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بالحديث لوسائل الإعلام، لوكالة فرانس برس: “سيطلب الشرع من الرئيس الروسي تسليم جميع الأفراد الذين ارتكبوا جرائم حرب والمتواجدين في روسيا، وعلى رأسهم بشار الأسد”.

*مواد ذات صلة:

الجهود الدبلوماسية الجديدة لسوريا: الشرع يحاول كسب الدول العربية والصين وروسيا

وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الرئيس المخلوع لا يزال يقيم في موسكو.

وقال لافروف في منتدى يوم الاثنين: “منحنا بشار الأسد وعائلته اللجوء لأسباب إنسانية بحتة. لا توجد لديه أي مشكلة في الإقامة في عاصمتنا”.

ساهم الدعم العسكري الروسي للأسد في تحويل دفة الحرب السورية لصالحه عندما بدأت روسيا التدخل في عام 2015.

أمطرت الطائرات الحربية الروسية مناطق سيطرة المعارضة في سوريا، بما في ذلك محافظة إدلب شمال غرب البلاد، والتي كانت خاضعة بشكل كبير لسيطرة جماعة “هيئة تحرير الشام” التابعة للشرع في السنوات الأخيرة من الصراع.

روسيا

الرئيس السوري أحمد الشرع يصل إلى الكرملين قبل اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، روسيا، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2025. سبوتنيك/سيرجي سافوستيانوف/تصوير: رويترز – سيرغي سافوستيانوف

خلال هجوم حكومي شُنّ أواخر عام 2019 لاستعادة أجزاء من المحافظة، نفذت موسكو مئات الغارات الجوية على معقل المعارضة، مما تسبب في سقوط ضحايا ودمار واسع النطاق، بما في ذلك البنية التحتية المدنية مثل المدارس والمستشفيات والأسواق والمناطق السكنية.

كما رعت موسكو ما يسمى باتفاقيات المصالحة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في عدة مناطق من سوريا، والتي أسفرت عن إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين إلى إدلب.

لم يكن فصيل هيئة تحرير الشام، الذي كان الشرع قائدًا له، من بين هذه الفصائل.

  • خلال الحرب السورية عام 2020، أدرجت روسيا هيئة تحرير الشام على قائمة “الإرهاب” المعترف بها.

روسيا


 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy