عن المجرم أنور رسلان و”البريء” بشار الأسد !

by admindiaa

 

  • الضفّة الثانية والخمسون

 

*بقلم: أحمد بغدادي

 

شهدت حقبة الثمانينيات مجازر شنيعة ودموية ارتكبتها قوات النظام السوري بقيادة قوات الطليعة والنخبة التابعة لـ سرايا الدفاع التي يقودها شقيق الطاغية الأب “رفعت الأسد”؛ وكانت هذه المجازر نذيرَ شؤمٍ على الشعب السوري.. “بأنْ لا مفرَ من القبضة الحديدية والاستبداد” والحُكم الجبري، الذي رزح تحت وطأته كل مواطن في سورية، علاوة على تغلغل أجهزة الأمن المافيوية في كل مفاصل الحياة، وحتى بين الأشقاء، وفي كل زاوية حي، أو شارع، أو داخل صنابير مياه الشرب!

فلم ينجُ من سطوة هذا النظام حتى “الحيوانات”، حيث أصبحت الكلاب تأكل جثث القتلى في مجزرة حماه، من فرط الجوع، وأيضاً، في مجرزة “تل الزعتر” في لبنان تناهشت الكلاب، والضباع الآدمية أشلاء القتلى الفلسطينيين، الذي قضوا على أيدي القوات المارونية الطائفية بقيادة جيش “حافظ الأسد” مع مباركة “إسرائيلية”!

وفي الثورة، أكل أهالي المخيمات والمدن المحاصرة القطط! بسبب الطوق الخانق الذي فرضه “بشار الأسد” وحلفاؤه من حزب الله وإيران عليهم.. وليس من باب المصادفة أن يخرج من هيكلية هذا النظام قتلة متسلسلون، ويتبعون أوامر ممنهجة لتصفية السوريين في السجون والأقبية المخابراتية!

منذ أشهر أوقف القضاء الألماني مجرماً من أتباع بشار الأسد، “أنور رسلان“، وهو ضابط سابق في الفرع 251 المعروف بــ فرع الخطيب؛ إضافة إلى شخص آخر يدعى “إياد الغريب” بتهمة اعتقال وتعذيب عشرات السوريين.

أما “رسلان”، فقد كُشفَ عنه القناع بعد محاولة منه أن يثبت للمعارضة السورية والقضاء الألماني انشقاقه عن النظام؛ لكنه لم يكن منشقاً، بل هاربٌ من انتقام ذوي الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب بإشرافه، وبأوامره. ومن الضحايا الذين اعتقلوا  هناك نساء وفتيات، تم اغتصابهن في الفرع 251 حيث كان رسلان رئيساً لقسم التحقيق الداخلي.. ولما يزل الأخير وبكل وقاحة يردد جوابه أمام القاضي “ضابط الأمن يجب ألا يكون لطيفاً”. ونحن السوريين، قاطبةً، نعرف أن نظام حافظ الأسد ووريثه “البغل” جعل حتى من شرطي المرور أداة رعب وترهيب، وعمال الحدائق والنظافة، حوّل أغلبهم إلى مخبرين وجواسيس على الشعب لصالح أجهزته الأمنية!

 

وبالعودة إلى مجازر الثمانينيات لمقارنتها مع مجازر الوريث الأهطل، نجد أن “الولد سرُّ أبيه“، بل فاق أباه وعمّه بالإجرام والدموية، وحوّل سوريا إلى مستنقع للموت بعد أن قتل أكثر من مليون سوري خلال تسع سنوات، وهجّر الملايين، إضافة إلى اعتقال مئات الألوف! إذن؛ هل سعى أحدٌ في يوم من الأيام، وخاصةً جماعة “الإخوان المسلمين” إلى رفع دعاوى بحق رفعت الأسد لارتكابه مجزرتي حماه وتدمر الشهيرتين؟!

وذا رفعت يصول ويجول في أوروبا وفرنسا وإسبانيا كما يشاء، منذ عقدين، ولم يسعَ أي متضرر أو من أهالي الضحايا رغم تواجد أغلبهم في أوروبا إلى رفع قضية ضده أو ضد نظام حافظ الأسد..!

اليوم، في ألمانيا يعلو صوت العدالة، من خلال فتح نافذة أمل بمحاكمة المجرم “أنور رسلان” المتهم بتعذيب أربعة آلاف شخص قتل منهم 58 أثناء تواجده على رأس “عمله” في الفرع.

هذه الخطوة جدُّ مهمة، وتعتبر بوابة لجلب كل مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان في سورية، وعلى رأسهم بشار الأسد، الذي ما زال بريئاً في نظر المجتمع الدولي والدول الكبرى؛ ورغم كل الأفاعيل والمقتلة التي أحدثها في الشعب السوري، نرى أن هناك وفوداً دبلوماسية، وأنظمة ودولاً تتواصل مع هذا القاتل، وتراه نظيف اليد، وتشجّعه في خوض انتخابات مُقبلة عام 2021 !

  • هل هذه سخرية القدر أم أن هذا العصر هو عصرُ السفاحين والضباع؟

سيبقى العميل القزم بشار الأسد بريئاً والشعب السوري هو الإرهابي والمتمرد!.. إلا أنّ صوت العدالة هو الفيصل، وحبل المشنقة الذي سوف يلتف حول عنق الطاغية هو حبل النجاة لكل السوريين الأحرار.


  

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy