عقب قرار الانسحاب الأمريكي. نزوح في دير الزور ومشكلة المقاتلين العرب لدى “قسد” تطفو على السطح

by admindiaa


شهدت بلدات وقرى خاضعة لسيطرة “قسد” في ريف دير الزور حالات نزوح لعشرات العائلات باتجاه مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، خشية دخول نظام الأسد والميليشيات الإيرانية عقب القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا.
المعلومات التي أفاد بها مراسلو “فرات بوست” في ريف دير الزور (جزيرة) الخاضع لسيطرة “قسد”، أكدت أن النزوح خلال الساعات الـ48 ساعة الماضية شمل عدد كبير من المدنيين من أبناء البصيرة، ذيبان، وقرى الشعيطات، وغيرها، ومنهم من بدأ ببيع ما يمكله من عقارات أو متاجر، تحضيراً للنزوح ولتغطية تكاليفه.
ومن جانب آخر، قال مصدر مقرب من “قسد” لـ”فرات بوست”، إن هناك مخاوف حقيقية داخل صفوف بعض المقاتلين العرب في صفوف “قسد” الذي يخشون انسحاب الأخيرة من المنطقة، وتسليمها لقوات النظام والميليشيات الإيرانية.
وأضاف المصدر، أن أغلب هؤلاء من المعارضين للأسد ومن المطلوبين لفروعه الأمنية، وهم في الوقت ذاته من المطلوبين لفصائل المعارضة في الشمال السوري المتحالفين مع الأتراك، بسبب قتالهم إلى جانب “قسد”، وبالتالي هم في مأزق حالياً، مع عدم قدرتهم إلى الذهاب لمناطق سيطرة النظام، أو المعارضة.
ونوه المصدر، إلى أن بعض المقاتلين العرب المنضوين تحت راية “قسد”، يدينون بولائهم للنظام، ما جعل سكان المنطقة في خشية حقيقية من تسهيل هؤلاء لدخول النظام والإيرانيين والروس للمنطقة، مع الإشارة إلى تواجد عدد كبير من المعارضين للنظام والمطلوبين لديه، داخل مناطق سيطرة “قسد” ناهيك عن المنشقين عن قواته الذي بدأوا بالهروب المنطقة، ومنهم من يُحضر نفسه للخروج إلى شمال البلاد.
يذكر بأن “مجلس سوريا الديمقراطية” قد ذكر أمس الجمعة، أن قواته قد تضطر للانسحاب من دير الزور إذا شنت تركيا عملية عسكرية شمال سوريا.
ونقلت شبكة “روداو” عن ممثلي المجلس قولهم خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الفرنسية باريس: “مواجهة الإرهاب شمالي سوريا ستكون صعبة، وسنضطر للانسحاب من دير الزور إذا شنت تركيا عملية عسكرية لأن ذلك سيعطي حرية أكبر للفصائل المتشددة هناك”. حسب زعمهم.
ماذا عن التنف؟
من جانب آخر، وفيما يتعلق بمصير منطقة التنف والمنطقة 55، قال قائد جيش “مغاوير الثورة” المتمركز في قاعدة التنف، مهند الطلاع، إنه “تمَّ إبلاغنا من قبل التحالف الدولي بشأن قرار انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، إلّا أنه لم تردنا أي تفاصيل إضافية عن الموضوع، ومن المُقرر الانتظار حتى تاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لمعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالتواجد العسكري الرديف وبقاءه في القواعد أو انسحابه إلى مناطق أخرى”.
وكَشف طلاع، لوكالة “ستيب” الإخبارية، أنهم يسعون إلى خروج مغاوير الثورة، وفصائل المعارضة، والمدنيين المحاصرين في منطقة 55 عبر “طرق آمنة” إلى مناطق الشمال السوري، إلّا أنه لم يتم الرد على ذلك حتى الآن.
وأوضح أيضاً، أنَّ الفصائل الموجودة في قاعدة التنف يمكن أن يتم تأمينها إلى الشمال، ومع ذلك لم يتضح إلى اليوم أي تفاصيل حول هذا الأمر، وأردف إلى أنه “من الممكن أن نبقى في قواعدنا ونواجه النظام السوري وميليشياته”، وجميع الاحتمالات وأردت طالما لم يتم تحديد مصيرنا بعد، ولن نستبعد “خُذلان” جديد من قبل الأمريكان.
وعن مصير قاطني مُخيّم الركبان، قال: “نسعى جاهدين إلى نقل الأهالي بالمخيم تجاه الشمال السوري، ولا نستطيع التأكيد على هذا الأمر، فإنَّ الوضع مزري جداً في المنطقة، وما زاده سوءً الانسحاب المفاجئ”.
وبدوره، نقلت وكالة “ستيب”، عن فارس المنجد، مدير المكتب الإعلامي لـ “قوّات أحمد العبدو”، تأكيده أنه “حتى الآن لم نُبلّغ رسميًا، ولا يوجد أي تصريح رسمي من قبل البنتاغون، وهو المسؤول المباشر عن قاعدة التنف، بالانسحاب من القاعدة، بل تواردت عدة تصريحات عن استمرار البينتاغون دعمه لحلفائه على الأرض”.
وأضاف: “لا يقتصر تواجد التحالف الدولي على الأمريكان فقط، بل يوجد قوّات بريطانية وغيرها التي لم تُعلن حتى الآن قرار انسحابها، وبحال قرر التحالف التخلي فعلًا عن حماية المنطقة 55 التي تضم مخيّم الركبان، الذي يقطنه آلاف المدنيين الهاربين مليشيات النظام وتنظيم داعش، فإننا سوف نبقى إلى جانب الأهالي المدنيين لندافع عنهم قدر المستطاع”.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy