*فرات بوست | ترجمات: أحمد بغدادي
المصدر: Middle East Eye
في منزل سعاد الحريري في حي درعا البلد السوري، تتضاءل الإمدادات والغذاء والمال بسرعة. لقد مر 48 يوماً منذ أن حاصرت قوات الأسد المنطقة الجنوبية في درعا، عاصمة المحافظة، تاركة السكان مقطوعين عن الضروريات الأساسية، مثل الوقود والكهرباء، ويكافحون يومياً.
وبما أن زوج الحريري لم يعد بإمكانه الحفاظ على وظيفته كسائق سيارة أجرة، فقد فقدت الأسرة مصدر دخلها وتكافح الآن من أجل دفع ثمن الغذاء.
بعد تجريدهم من حرية التنقل، مع سيطرة قوات الأسد على من يدخل ويخرج من المدينة، يشعر الآلاف من سكان درعا، بمن فيهم الحريري وزوجها وولداها، بأنهم محاصرون في مسقط رأسهم.
قالت: “فقد زوجي وظيفته كسائق سيارة أجرة. “لا يوجد وقود ولا يستطيع الخروج في سيارته للعمل خارج المدينة. نحن نشحن هواتفنا في منزل جارنا، لكن الوقود الذي يأخذه من خزان سيارته لتشغيل المولد على وشك أن ينفد”.
تم حظر مخرج المدينة وفي الأسبوع الماضي، أغلقت مديرية الاستخبارات العسكرية نقطة التفتيش بأكوام من التراب، لمنع المدنيين المحاصرين من إخراج سياراتهم أو أثاثهم من المدينة.
يعيش حوالي 10,000 عائلة، أو 50,000 شخص، في درعا البلد، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صدر في 3 آب إن أكثر من 24 ألف شخص نزحوا من المنطقة إلى مدينة درعا، بمن فيهم نازحون فلسطينيون.
“لا يمكننا الوقوف بمفردنا”
قال أبو علي المحيميد، عضو لجنة المفاوضات المحلية، في مقطع صوتي نشره نشطاء “إن الوضع صعب للغاية ولا يمكننا تحمل القصف والحصار لأكثر من 10 إلى 15 يوماً“.
“لا نريد أن نفقد شبابنا بسبب الدراما الإعلامية والخطابات البطولية الفارغة. ويجب أن نكون واقعيين؛ ليس لدينا المكونات اللازمة للصمود. وضعنا بائس، ليس لدينا حتى ماء. ولا يمكننا أن نقف وحدنا في وجه الأسلحة الحديثة المتطورة.
وأضاف: “على بقية المدن التي يتوفر لديها الطعام والماء، التحرك لرفع الحصار عن درعا، قبل أن تغزو الميليشيات الإيرانية المدينة”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، شنت قوات المارضة هجمات متفرقة ضد قوات الأسد وميليشياته في محافظة درعا لتخفيف الحصار عن المدنيين: سيطرت على بعض نقاط التفتيش العسكرية واستولت على أسلحة مختلفة.
“مقاتل من الثوار في درعا”
واستعادت قوات الأسد نقاط التفتيش بعد مفاوضات مطولة مع اللجنة المحلية. وفي أواخر الشهر الماضي، وبعد مفاوضات، وافقت اللجنة المحلية على الشروط التي فرضها نظام الأسد من أجل إنهاء الحصار والهجمات، وتجنيب المدينة هجوماً عسكرياً. يتطلب الاتفاق الجديد من المعارضين التخلي عن الأسلحة الخفيفة التي سمح لهم بالاحتفاظ بها بموجب اتفاق عام 2018.
منع اتفاق 2018 “الجيش” من دخول العديد من البلدات وأجبر الثوار على تسليم أسلحة ثقيلة. غادر الآلاف من المقاتلين المحافظة، لكن العديد من المعارضين السابقين ظلوا فيها، وانضم بعضهم إلى الجيش.
صورة تظهر دمار سوق درعا المحطة- أرشيف “إنترنت”
يخشى السكان الآن هجوماً عسكرياً جديداً ومزيداً من عدم الوضوح لنهاية المأساة. كما رفض الكثيرون الحديث عن أوضاعهم الإنسانية خوفاً من المخاطرة بسلامتهم.