سجينة هاربة من داعش ..اعتقلوني وعذبوني بتهمة “زوجة مقاتل في الجيش الحر”

by admindiaa

سجينة هاربة من داعش تصرح لفرات بوست : اعتقلوني وعذبوني تحت تهمة زوجة مقاتل في الجيش الحر

“خاص فرات بوست”: تمكنت إحدى السجينات لدى تنظيم داعش من الفرار بأعجوبة من قبضة التنظيم في ديرالزور وذلك بعد أشهرٍ قضتها في معتقلات التنظيم تحت التعذيب والترهيب بتهمة “زوجة مقاتل في الجيش الحر” وهي تهمة باتت توجه جزافاً كما قالت أم عمر لعدة أسباب ، أهمها رغبة أفراد التنظيم بالإنتقام من ذوي مقاتلي الحر حتى بعد استشهاد اؤلئك المقاتلين كما هو الحال مع أم عمر وكما يردد أفراد التنظيم من شعارات تأكد هذه الفكرة كقولهم ” وشرد بهم من بعدهم “، ولعدة أسباب أخرى منها ما يتعلق بإشباع رغبات أفراد التنظيم الذين لم يكتفوا بالعدد الكبير من السبايا الإيزيديات والمهاجرات الوافدات من أوروبا على حد وصفها ، فضلاً عن الطرق الملتوية الأخرى التي ينتهجها التنظيم في استجرار الفتيات للانضمام لهم سواء برغبتهن أو بالإكراه وأهم هذه الطرق هي الدورات الشرعية التي أجبر التنظيم غالبية السكان المحليين من كافة الفئات العمرية ، أجبرهم على القيام بها ولفترات تتراوح ما بين الخمسة عشر يوما إلى الأربعين يوم في أماكن يحددها التنظيم ، وتكون غالبية النسوة اللواتي يلتحقن بتلك الدورات منعزلاتٍ بشكلٍ كاملٍ عن عوائلهن ، الشيء الذي يتيح استغلالهن من قبل عناصر داعش وتجنيدهن لخدمة أهدافه ، وفي كثير من الأحيان كانت تلك الدورات الشرعية تؤدي لاختفائهن قسرياً ، فإما أن تتم تصفيتهن لذرائع جاهزة كتهمة أم عمر وإما أن يختفين بعد الإلتحاق بتلك الدورات ليظهرن مجدداً في أماكن أخرى لاحقاً ، وبالطبع لا يحق لذويهم “العوام” الاعتراض على المصائر التي تقرر لهن.

بعد ما يقارب العام على اغتيال زوج أم عمر وأثناء نزوحها مع من تبقى من عائلتها بين قرى وبلدان الريف الشرقي التقت عن طريق الصدفة بأحد زملاء زوجها ممن كانوا يقاتلون تنظيم داعش سابقاً وبعد حديث مطول دار بينهما تحدثت فيه أم عمر لذلك المقاتل عن غبن التنظيم لها واغتياله لزوجها وأخوته ، اكتشفت أنه كان قد أعلن توبته وانضمامه للتنظيم بعد أن زوّج إحدى أخواته لأمير داعشي ، ولم ينقض سوا أيامٍ قلائل حتى داهم أفراد التنظيم منزلها واقتادوها معصوبة العينين إلى مكان   تقول أم عمر أنه على الأرجه بلدة الشميطية في الريف الغربي ، وهناك بدأ سجانيها بتعذيبها ونعتها بأسوء العبارات ، كما روت لنا كيف أنها تفاجأت بأن هذه المكان هو معتقل مخصص للنساء فقط وجميع الجلادين والمحققين من الرجال ، وقد كانت أم عمر شاهدة على أساليب التعذيب المتبعة داخل ذلك المعتقل من “شبح” أي تعليق من الأذرع ، واستخدام للعصي الكهربائية والجلد والركل وأساليب أخرى كانت أبشع على حد وصفها ، وتابعت قائلة أنها تفاجأت بوجود نساء طاعنات في السن كنًّ يتعرضن بشكل مستمر للتعذيب دون توجيه أي تهمة لهن ، وبعد مرور ما يقارب الشهر على اعتقالها وزجها في زنزانة لا يتجاوز طولها المتران وعرضها أقل من متر هي أشبه بالمرحاض ، تم استدعاؤها للمثول أمام المحقق خليجي اللكنة ، والذي أقر وبكل برودة أعصاب وبعد سماعه منها كل الاستجداءات والتلاوات القرآنية ، أقر بحقها حكم “القصاص”.

في هذه الأثناء كان من تبقى على قيد الحياة من أقاربها يطلبون رؤية بعض الأمنيين المحليين من آل رفدان ليطلبوا منهم أن يتدخلوا ليغيروا مجرى التحقيق أو للضغط على المحققين كي يخفضوا الحكم ، وبالفعل تم تخفيض الحكم من الإعدام إلى السَجن لمدة حددها قضاة التنظيم إلى ما يقارب العام ، وبعد مرور عدة أشهر تم استدعاء أم عمر للمثل ثانية أمام المحققين فأخبروها بأن خروجها من المعتقل مرهونٌ بأن تعطيهم معلومات عن من كانوا ياقتلون من زوجها ولا زالوا في مناطق نفوذ التنظيم ، فجاوبتهم بأنها مستعدة للتعاون معهم وعلى أساسه تم إخلاء سبيلها المشروط ، وفور خروجها مكثت عدة أيام في منزل لأحد أقاربها لتلقي العلاج من آثار التعذيب التي لا تزال أثاره بادية عليها حتى اللحظة ، ثم لاذت بالفرار نحو الشمال السوري ومنه إلى الأراضي التركية .

تعيش اليوم أم عمر في خيمة نصبتها في العراء وحيدة ليس لها من معيل أو معين ، وتقتات من عملها في بيع الخضار للمارة بعد أن عاشت حياة رغيدةً سابقاً في ديرالزور في كنفِ زوجها الذي لم يبقَ لها منه إلا ذكراه ، ولكن ورغم كل ما قاسته خلال العامين المنصرمين ورغم تخلي القاصي والداني عنها إلا أنها لا تزال تحيى على أمل العودة القريبة إلى موطنها ومنزلها السليبان.

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy