دير الزور الآن.. بلد المظالم والتناقضات

by admindiaa

شريط فيديو تسربه “قسد” للقيادي الكبير في داعش أبو دجانة الزر غداة إعلان مقتله قبل أيام، وهو يعطي توجيهاته في معركة سابقة للتنظيم، وضمن الفيديو ذاته يظهر قائد ميداني آخر هو الآن في مناطق سيطرتهم، رغم أنه مدان من أعلى رأسه لأسفل قدميه، ومع ذلك يتمتع برغد العيش بعد خروجه من سجونها، وفق ما أكده مقربون منه.
مئات العناصر والقادة الميدانيين لداعش يصولون ويجولون في مناطق سيطرة “قسد” بدير الزور والرقة، بعد الإفراج عنهم من قبل الأخيرة أو بعد دفع رشاوى ضخمة، ومنهم من خرج تحت مسمى: وساطات عشائرية.
بالمقابل.. ذات القيادة (الكردية) تفرض منذ سنوات طوقاً أمنياً على مناطقها التي تعتبرها “أرضاً” كردية (الحسكة والقامشلي)، لمنع دخول أي إنسان من دير الزور أو الرقة، وجعلتها “محرمة” عليهم، بحجة خشيتها من تسرب داعش، ويعيش بسبب ذلك عشرات آلاف المدنيين منذ نحو عامين في مخيمات أشبه بالمعتقلات.
آلاف النساء والأطفال السوريين يتعرضون لمظالم كبرى داخل مخيمات “قسد” أو ضمن مجتمعاتهم المحلية، بحجة أن أفرادا منهم كانوا في صفوف “دواعش”، وحرموا من أدنى الخدمات والاهتمام، ما أدى إلى موت بعض أطفالها، ومع ذلك وجدوا أبناء من جلدتهم (داخل سوريا وخارجها) ممن يتبارون في تبرير إذلالهم وإيذائهم، وإبداء شماتتهم.. فقط حتى يقولوا للناس: شفتوا أنا أكره داعش.. أنا ضد داعش… “شفتوني ياناس وأنا أسب وأشتم واحقد على داعش”..!!
بالمقابل على سبيل المثال لا الحصر.. عشرات الاعتقالات من “قسد” منذ أيام لرجال ونساء (نحو 40 شخصاً) وسرقة وتعفيش منازلهم (في درنج وسويدان) وتعرض أحدهم للضرب، وذلك بحجة “داعش” (ما زال مصيرهم مجهولاً)، وقبلها سرقات لمحال صرافة وأخرى تجارية وتعفيشها بريف دير الزور الشرقي خاصة، وصولاً إلى القتل أحياناً.. والحجة: أصحابها دواعش.
يحصل هذا مع العائلات الفقيرة ممن انتسب أبناء لها للتنظيم فيما مضى، أما العائلات ذات الحضوة العشائرية أو المادية، فكان لها ولأبنائها الذين عملوا مع التنظيم ميزات ومكانة من “قسد”، وغض بصر وربما منح بعض أفرادها ميزات من قبل النظام وميليشيات إيران، والأغنى كان لهم ولعائلاتهم مكانة أكبر.. لكن خارج البلاد…!!
في مناطق سيطرة النظام وميليشيات إيران بدير الزور وريفها.. محاولات لإذلال السكان ما بعده إذلال.. الناس متعبة مادياً.. مرهقة نفسياً.. ومحطمة معنوياً.. ومحاولات التشفي والانتقام تتقاطر من مغتصبي أرضها من جنود نظام وإيرانيين وأفغانيين وعراقيين وغيرهم من الجنسيات.
بالمقابل.. التشفي بمعاناة هؤلاء وجدت أيضاً من “بعض” معارضي النظام الذي يطلقون صيحات استهجان ورفض ضد من بقي داخل مناطق سيطرة النظام، دون التفريق من كان منهم مرغماً لعدم وجود خيارات أخرى، وهم الأغلبية على ما أعتقد، وبين من بقي طوعاً ومحبة بالعيش تحت كنف النظام وضمن حضنه وسطوته.
بالمجمل..!!
إذا أردنا توزيع المظالم في سوريا اليوم.. فإن النسبة الأكبر منها على الأغلب لدير الزور ..!!

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy