الأطفال في مناطق تنظيم ( داعش ) قنابل موقوتة للمستقبل

by admindiaa

خاص فرات بوست _ يوجد لحظات في تاريخ الإنسانية لا يمكن أن ينساها البشر لصعوبتها ومأساويتها ،فما بالك لو كانت متعلقة بأطفال لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم ولدوا في أراضي الحرب والبؤس والمعاناة المستمرة، والتي لا تجد من ينجدها و في صورة أكثر بشاعة وفظاعة في ظل ظلاميات “الخلافة” المزعومة تبني “داعش” جيل من “أشبال الخلافة” على أسس (التوحش والقتل والدم) وتحول براعم الطفولة لأدوات قاتلة في مشاهد صادمة وبكل وحشية وكدمية متحركة بحركات ثقيلة أشبه بالتمرن على المشي والتعرف على وظيفة الساقين!!
يتقدم الطفل “أبو البراء الشامي” الذي لربما لا يتجاوز من العمر الثلاث سنوات في وجه يرفض ملامح الطفولة والبراءة لتنفيذ حكم إعدام على أحد ضحاياه الذي قتل مرتين ، مرة من ذهول حجم القاتل قبل أن يقتل مرة ثانية برصاصات الطفل الألي في سلسلة جديدة من اخراج “تنظيم داعش”، اصدارات وحشية في استخدام الأطفال في نحر البشر وبصورة أوحش وأشد قساوة وضراوة من نحر الأنعام أو شيء ما يشابه ألعاب الفيديو ينفذ “داعش” كالعادة الكثير من الاعدامات في أيصال رسائل الرعب والدم على أيدي “أشبال الخلافة” وللفت الانتباه عن هزائمه وخساراته المتتالية وانحسار الخلافة يوما بعد يوم وبأنه سيخرج جيل من أشباله لاستكمال أحلام الخلافة الضائعة يحاول تنظيم داعش ومنذ سيطرته استقطاب الأطفال وتجنيدهم في صفوفه ويستهدف فئة عمرية محددة تتراوح أعمارهم بين ثمانن سنوات وثمانية عشرة سنة حيث تنتشر ظاهرة “أشبال الخلافة” في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم مدججين بكافة أنواع الأسلحة ويتم هذا التجنيد عبر عدة وسائل :
أولا: التغرير بالأطفال من خلال المخيمات الدعوية وتوزيع هدايا عليهم والسماح لهم باستخدام أسلحتهم واللعب بها، وقد يخطف الأطفال ويجرى تجنيدهم دون علم أسرته ولا يشترط موافقة الأسرة بل يحميهم التنظيم في حال معارضة الأسرة لانتسابه، كما يتم تجنيد أعداد كبيرة من الاطفال الأيتام أو أطفال الشوارع أو الأطفال في سوق العمل ومن ليس لهم مأوى أو معيل فيتم استدراجهم من خلال تأمين المسكن والمأوى لهم وإقناعهم انهم أصبحوا عاملين ومنتجين يتقاضون رواتب مقابل عملهم.
ثانيا: سياسة التجويع في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم كما تم ألغاء العديد من المدارس واعتقال المدرسين لما يعتبره التنظيم مخالفا لقوانينه والإيديولوجية التي يفرضها في مناطق سيطرته وإستخدام الأغراء بالأموال للأسر التي تعيش تحت سيطرته وحالة الفقر العام بسبب الحرب مما يسهل اقتحام معاناة العوائل وإقناعهم بضرورة أرسال أطفالهم للانضمام لصفوفه حيث تتراوح رواتبهم ما بين 300-800 دولار، والذي يعتبر مبلغاً كبيراً مقارنةً بأعمارهم ,
ثالثا: المعسكرات المغلقة حيث ينجح التنظيم في استخدام سلسلة طقوسية يتولى التنظيم خلالها تعليمهم وتدريبهم على القتال ( غسيل دماغ )، حيث يقوم التنظيم بإخضاع الأطفال لتدريبات قاسية وتعليمهم على استخدام السلاح بمختلف أنواعه ويجري تخريج دفعات جاهزة للقتال لا تتجاوز أعمارهم ١٦ عاما حيث يصل عددهم الى ثلاثة ألاف طفل في كل دفعة، عادة ينجح التنظيم بغرس ايديولوجياه المعتمدة على القتل والدمار والرعب واعتباره جزء من الحياة اليومية وغالباً ما يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية أو جواسيس، بسبب قدرتهم على التنقل والتخفي وسهولة تحركاتهم وأسناد مهام قتالية وإدارية لهم وتحميلهم مسؤوليات أكبر من أحجامهم وتحويلهم لدمى متحركة لكل من ينصب العداء للتنظيم في مناطق سيطرته أو خارجها حتى لو شمل ذلك من أسرته أو أقاربه وسجل كثير من حالات التمرد على الأسرة وتسليم البعض لجهاز التنظيم الأمني المسمى “الحسبة”، وتحتل كل من مدن (دير الزور والموصل والرقة) المراتب الأعلى في انتشار هذه الظاهرة بسبب احتوائها على كثافة بشرية يستغلها التنظيم في تحقيق أهدافه غير المشروعة والغير إنسانية وفي ظل إخفاق إغاثي وإنساني دولي بتحييد الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم بسبب سياسته المتبعة والمعروفة في مخالفة القوانين والأعراف الدولية والأنسانية نتسائل في أغلب الأوقات هل سيرمم الزمان ما خلفته وتخلفه الحروب والظلاميات المتعددة التي يمارسها تنظيم داعش ؛ والتي لم تأتي الأ بالمسوخ التي أدمت المجتمعات والمدن التي سيطرت عليها بتطرفها وجهلها و عنصريتها المقيتة وإعادة تدوير الطفولة لقنابل موقوتة واستخدامها في إرهاب عابر للقارات.
سؤال برسم الإنسانية جمعاء ؟

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy