اليورانيوم المنضب في سوريا موت صامت

by admindiaa

خاص فرات بوست _  في الشرق السوري تحديدا المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش أكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية أنها استخدمت 5265 ذخيرة محتوية على اليورانيوم المنضب في عمليتين خاصتين باستهداف صهاريج نفط تابعة للتنظيم وأوضح تاكيتس أن هذه الذخائر تم استخدامها في عمليتين منفصلتين نفذت إحداها “في 16 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2015 بواسطة 4 طائرات هجومية من طراز A-10 أطلقت 1490 ذخيرة من عيار 30 مليمترا إلى جانب قنابل وصواريخ، ما أدى إلى تدمير 46 عربة تابة لتنظيم داعش”، فيما نفذت العملية الثانية في 22 من العام ذاته “بواسطة 4 طائرات هجومية من طراز A-10 أطلقت 3775 ذخيرة من عيار 30 مليمترا إلى جانب قنابل ومقذوفات وصواريخ، ما أدى إلى تدمير 293 عربة للتنظيم ولم يحدد الرائد جاكيتس المواقع التي طالتها العمليتان للتحالف في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2015 ، ولم يشر أيضا ما إذا كانت الضربات نفذت قرب مناطق سكانية، إلا أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين أعلنوا آنذاك عن تنفيذ عمليات استهدفت البنية التحتية لـ”داعش” في سوريا وشملت أراض في محافظة دير الزور يوم 16 من نوفمبر/تشرين الثاني، وفي محافظة الحسكة في 22 من الشهر ذاته. الاستخدام وخطورة السلاح : اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبأ به نوع من القنابل تطلق من المدافع أو تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة الخرسانية والمدرعة. وإذا استخدمت قذيفة اليورانيوم المنضب ضد دبابة مثلا فإنها تمر فيها كما يمر السكين الحاد في قطعة من الزبدة، وتحولها إلى كتلة من اللهب وتطلق في الهواء أكسيد اليورانيوم الذي يسبب السرطان وأمراضا أخرى كثيرة. وحين تصطدم قذيفة اليورانيوم المنضب بالهدف تحترق ذاتيا إلى درجات حرارية بالغة الارتفاع، وفي هذه الحرارة ينبعث اليورانيوم في جزيئات متناهية الصغر إلى تراب الغلاف الجوي، وفي تراب الغلاف الجوي يخبز اليورانيوم نفسه في عجينة الجزئيات الميكروسكوبية التي تعلق إلى الأبد بالغلاف الجوي. لقد استخدم اليورانيوم المنضب في أنظمة الأسلحة الأميركية والبريطانية والروسية والإسرائيلية لما لا يقل عن 15 عاما وتم تصديره إلى أكثر من عشرين دولة، لما يتمتع به هذا المعدن من كثافة عالية تعطيه طاقة حركية عالية بالنسبة لحجمه وخاصية الاشتعال، حيث إنه يشتعل بدرجة عالية وينصهر في الدروع مما يزيد من تأثيرات الاحتراق للذخيرة المصنوعة منه. وأن خطورة استخدام اليورانيوم في سوريا يكمن في أن “داعش” تتمركز في أحياء سكنية داخل مدن الرقّة ودير الزور، ما يولّد خسائر واسعة في صفوف المدنيين؛ نظراً لعدم وجود تمييز بين الأهداف المدنية، ما يمنع تحقيق الفوائد العسكرية المرجوّة، ويحدث أضراراً صحّيّة خطيرة.فعندما يحترق اليورانيوم فإنه يتحوّل إلى أجزاء سامّة تتطاير في الهواء كالغبار، وفي حال استنشقها من المدنيين غالباً ما يصابون بالتسمّم الإشعائي وأمراض سرطانية”. نتائجه الكارثية: التعرض لليورانيوم المنضب يسبب اضراراً صحية عامة ، يمكن أن يتسرب إلى جسم الإنسان من خلال استنشاق جزيئات صغيرة منه. حيث انه يؤدي الى حالات مرضية تشمل الامراض السرطانية وامراض القلب والاوعية الدموية وامراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي اضافة الى الاسقاطات والاضطرابات العصبية والنفسية وانحطاط جهاز المناعة ، كما يمكن لليورانيوم المنضب ان يترك اثاراً وراثية حيث يسبب تلفاً في الكروموسومات مما يؤدي الى ولادات مشوهة ويقدر العلماء والمختصون أن العمر النصفي لليورانيوم حوالي أربعة مليارات ونصف المليار عام وحتى يفقد قدرته على الإشعاع يحتاج إلى (10) أعمار نصفه أي حوالي (40) مليار سنة. وهذا يعني أن المناطق المقصوفة بتلك الأسلحة في سورية (مدينتي دير الزور,الحسكة)، ستبقى ملوثة مدة طويلة جداً، وأن آثارها وتأثيراتها الخطيرة على الإنسان والبيئة ستتزايد باستمرار مع مرور الزمن ما لم تتخذ الإجراءات الخاصة بدفن وردم هذه المواد المشعة والأهداف التي أصابتها حتى الخردة منها وبقاياها. وقال جوش جاك المتحدث باسم قيادة القوات العسكرية في الشرق الأوسط أن الولايات المتحدة قد تستخدم تلك القنابل مجددا ضد الجهاديين إذا اقتضت الحاجة و سنواصل أخذ كل الخيارات في الاعتبار” من أجل هزيمة تنظيم داعش “وهذا يشمل” قنابل اليورانيوم المنضب ومن جانبه، أفاد رئيس التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، دوغ وير، أنه “من الصعب إيجاد تبرير عسكري لاستخدام ذخائر اليورانيوم المنضب ضد ناقلات النفط، بالاعتماد على الحجج التي لجأت إليها الولايات المتحدة لتبرير أسباب استعمالها لهذه الذخيرة لتدمير الأهداف المدرعة”. وأضاف وير، أن “الناقلات كانت غير مدرعة، لذلك كانت الذخائر الحارقة وشديدة الانفجار كافية للقيام بهذه المهمة”. شكل هذا التصريح صدمة كبيرة لدى عموم السوريين ولاسيما جيرانهم العراقيين الذين يعانون من تداعيات استخدامه خلال حرب العراق 2003 ويجب على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها الأنسانية والأخلاقية من تداعيات استخدام هذا النوع من الأسلحة الذي يعتبر في قائمة اسلحة الدمار الشامل ومخالفا للقوانيين والمعاهدات الدولية وخصوصا بعد تسجيل عدة حالات وتأكيد التشوهات الخلقية بسبب التعرض للأشعاع حيث بدأت أعراض استخدامه بالظهور في مناطق الشرق السوري .

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy