حتى أنتَ.. يا جولاني ؟!

by admindiaa

 

 

– الضفّة السادسة والأربعون

 

*بقلم: أحمد بغدادي

***

جرت العادة لدى القتلة، أو مستشاريهم وأعوانهم (أصحاب السلطة) حينما يستقيلون عن مناصبهم الحكومية أو التنفيذية، أياً كانت تلك السلطة، في جيش أو مؤسسة أمنية، أو حتى دبلوماسية، يعمدون إلى كتابة مذكراتهم، حول مسيرتهم (المُشرِّفة) ضمن المنصب الذي كانوا فيه؛ أي أنهم يحاولون كشف أمورٍ لم تكن في حسبان الجماهير، أو الشعوب التي عانت من أفعالهم، سواءً كانت تلك الأفعال في بلدانهم، أو في بلدان أخرى مثل دول الشرق الأوسط.

فعلى سبيل المثال، بعد عام 2009 حينما انتهت الفترة الرئاسية الثانية للـقاتل الأممي”جورج دبليو بوش” –  الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، قام الأخير بكتابة مذكراته ضمن كتاب أسماه” قرارات مصيرية” غطت تلك المذكرات  2685 يوماً  وهي فترة وجوده في البيت الأبيض، شنّ من خلالها حروباً ظالمة، خارج نطاق “مجلس الأمن” والقانون الدولي، ضد أفغانستان والعراق.. وخرّب حضاراتٍ عريقة، وقتل ملايين الناس الأبرياء، علاوة على دمار شبه كامل لتلك البلدان ومجتمعاتها!

 

 

إذن؛ يتشدّق “بوش الابن” على أنه رجل سلام!! ضمن مذكراته، مثله مثل أي طاغية وجزّار وعميل، تنتهي فترة عمله (منصبه) ليحيا بعدها على ذكريات دموية، يحوّلها إلى زهور، وحدائق، وضمنها أيضاً، يعترف ببعض الأخطاء، كتصريح رئيس وزراء بريطانيا الأسبق “طوني بلير“، الذي ساعد “بوش” باحتلال وتدمير العراق، حين قال بعد سنوات” إنّ الحرب على العراق كانت خطأً فادحاً..!” ولسان كل العراقيين والعرب، يقول” لقد أضحكتنا يا ولد!!”

 

 

وهكذا… تأتي المذكرات.. غربية أو عربية، ومحلية سورية أيضاً، مثل مذكرات “أبو النياشين- مصطفى طلاس” القاتل، حينما كتب مذكراته باسم” مرآة حياتي“، التي يعترف ضمنها أيضاً ببعض الأخطاء، وكأن جزءاً من مرآة حياته عليه بعض الغبار، والباقي ناصع ونقي كفخذ راقصة تجلس في حضنه!!

  • غداً سيكتب “بشار الأسد” مذكراته في (الحرب على الإرهاب).. أي أنّ ملايين السوريين كانوا إرهابيين، وهو “ثيّد المقاومة” وديوثها الأكبر!

نعم؛ حتى أنتَ يا “جولاني“… سوف تكتب مذكراتك،  وتعنونها بـ” ضرطتُ ضطرةً أكبر من مؤخرتي“.. وتعترف فيها، كما صرّحت منذ أيام بأنّكم في “هيئة تحرير الشام” قمتم بأخطاء ضد فصائل المعارضة المسلحة في سورية، وخاصةً إدلب، وبحق منظمات المجتمع المدني التي تعمل في الداخل السوري، وقتلتم النشطاء، واعتقلتم المدنيين، وعمدتم إلى إنشاء عشرات السجون والمعتقلات لاستضافة المدنيين، وكل ذلك كان  لمصلحة سوريا والدين الحنيف!

لقد كنت أنتَ يا جولاني، العقل المدبّر لهذه الانتهاكات والجرائم، عدا عن مخطّطاتك الإبليسية في قتال الجيش الحر، وتسليم المناطق للنظام وميليشياته، بذريعة ” التكتيك الحربي!” يااااا متكتك!

 

والآن؛ تخرج علينا بلحيتك الزائفة، لتتقيّأ مفرداتٍ “دبلوماسية”، وتطلب العفو بشكل غير مباشر، ومُبَطّن، من الأهالي في إدلب، علاوة على باقي الفصائل، حيث إن الخازوق الأملس، قد دخل في مؤخرتكَ وخرج من بين عظمة الترقوة والكتف، ولم تدرِ ذات يوم أنّ مُشغليكَ وهم “أسيادك” في أجهزة مخابرات النظام والروس، وغيرهم في دول إقليمية، تعاملتَ مع أجهزتها المخابراتية، سوف “تعطيكَ هذه التحميلة“، وهي ليست خافضة للحرارة، إنما مضاد حيوي، تقتل كل الجراثيم التي في عقلكَ، والعفن الذي تكوّن داخل قلبكَ الحاقد!

 

حتى أنتَ يا جولاني… سوف يكتب مذكراتك الشعب السوري الحرّ، عن طريق صفعكَ بالأحذية والنعال، كما طاغية دمشق المعتوه “بشار الأسد”، وأعوانه، وكل من شارك في قتل الشعب السوري، سوف تُكتب مذكراتهم بالنعال، وإلى قمامة التاريخ سوف تكون مصائرهم.

 

قد يعحبك أيضاً

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy