“تقبل الآخر” تواجهة بشراسة من قبل “العشائرية”.. ما هي الأسباب؟

by admindiaa

“تقبل الآخر” يواجه بشراسة شرق سورية والعشائرية أحد أسلحة مواجهته.. ما أهميته ولماذا يجهد ال غير مرحب به.. كيف استخدمت العشائرية كسلاح لمواجهته؟
مما يُنقل عن الضابط الكبير لدى نظام الأسد، جامع جامع، قوله أثناء اجتماع مع زعماء عشائريين في دير الزور بداية انطلاق الثورة السورية، إن النظام “خاب أمله بهم”، بسبب عدم قدرتهم على ضبط كل منهم أبناء عشيرته الذين شاركوا بكثافة في المظاهرات السلمية ضد الأسد.
لعل هذه الكلام والذي قُتل قائله بعد نحو عامين من ذاك التاريخ، يُثير الحديث إلى نقطة جوهرية هامة، وتتعلق بتمكن الثورة السورية، من إخراج الشباب السوريين خاصة من أبناء المنطقة الشرقية، من عباءة العشائرية التي استخدمت كوسيلة لتطويعهم، ومنعهم من الخروج عن الطريق الذي حددته لهم السلطة الحاكمة، والتطويع كان عبر زعماء عشائريين وكّلوا بهذه المهمة.
الهدف الآخر المهم الذي دفع النظام لاستخدام هذا السلاح، ليس فقط لإيجاد بوتقة وصنف وجسم واحد قابل للتطويع، وإنما أيضاً، لقتل الآخر المختلف الذي يمكن أن يوجد داخل النطاق العشائري أو المناطقي أو الطائفي أو الديني أو الوطني وحتى القومي، والذي هو (اختلاف الرأي) من أهم بناء عوامل بناء الأوطان والدولة الحديثة كما أثبتت التجربة، لكن هذا لا يروق لمن يتحكم بمصير البلاد، والحجر والبشر، والذين استخدموا السلاح و”الترهيب” كمعول لهدم محاولات إيجاده بين السوريين، وتكريسه فيما بينهم.
ما حصل بعد 2011، أن أغلب الزعماء العشائريين، لم يستطيعوا اللعب على وتر “الطاعة العشائرية”، وكذبة ضرورة أن يكون للعشيرة موقف ورأي واحد، وأن لا يكون هناك انحراف عن رأي العشيرة، والتلويح بـ”فزاعة الانقسام”، وبالتالي فقد النظام هذا السلاح عقب انطلاق الثورة ضده.
سلاح العشائرية وضرورة الطاعة، والتوحد في الرأي والموقف، لقمع حرية الرأي والتعبير، وعدم تقبل الرأي الآخر المختلف داخل الجسم الواحد، سواء أكان هذا الجسم أُسرياً أو عشائرياً أو غير ذلك، استخدمته قوى أخرى خلال سنوات الحرب في سورية، ومن بينها “تنظيم الدولة” و”قسد”.
الكل يعلم كيف أن التنظيم حاول تجريب ذات السلاح الذي استخدمه النظام فيما سبق، ولم يستطع حمايته وقت الحاجة إليه، وحاولت استمالت العشائر عبر زعمائها.
وبمن أن الصف الأول والثاني توزع ما بين موالي للنظام، وآخر للثورة، لجأ “تنظيم الدولة” إلى الصف الثالث والرابع وحتى الخامس، من الشخصيات العشائرية، لمحاولة دفع كل منهم إلى ممارسة الضغوط على أبناء عشيرته لتقبل التنظيم وموالاته.
هذه المحاولة، وإن نجحت بشكل ضئيل، إلا أنها لم تفلح في نيل “تنظيم الدولة” لمراده بشكل كامل، لأن العباءة العشائرية لم تعد تتناسب مع المقاسات الحالية لوعي وعقول شباب المنطقة، ممن خرجوا على من هو أكبر وأشد شراسة من “تنظيم الدولة”، وهو النظام وميليشيات ومرتزقة وجنود الروس وإيران وحزب الله.
“قسد” بدورها، اتبعت هذا الأسلوب، ولاقت الفشل ذاته، ومع ذلك هي مستمرة إلى الآن في هذه التجربة، على أمل حصولها على نتائج مختلفة تحقق أهدافها.
الملاحظ أن جميع هذه القوى ابتداء من النظام ومروراُ بالتنظيم وانتهاء بـ”قسد”، تجاهلت بشكل متعمد الشخصيات المثقفة والواعية والقيادية المتزنة من أبناء العشائر، حتى وإن كان أحد يوالي موقف أي منهم إلى حد قريب أو بعيد، والسبب على الأغلب، هو لإدراكهم عدم قدرتها السيطرة على هؤلاء، والتحكم بهم و بآرائهم ونهجهم، واقتيادهم بشكل كامل، بعكس ما هو عليه الحال مع الشخصيات العشائرية التقليدية التي كانت البديل الوحيد لهم.

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy