براتب “ثلاثة آلاف دولار”.. الفرقة الرابعة تجنّد مرتزقة للقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية

by admindiaa

*فرات بوست | تقارير ومتابعات 

في الوقت الذي يزداد فيه الغزو الروسي لأوكرانيا عنفاً، أدت دعوة الكرملين للمتطوعين للقتال إلى جانب الجيش الروسي إلى اندفاع التجنيد في سوريا.

على الرغم من انتشار الشائعات حول تجنيد السوريين لأسابيع، إلا أن الأدلة الموثوقة كانت نادرة. ومع ذلك، نشر إعلان جديد “المهام القتالية الحالية للمقاتلين السوريين ذوي الخبرة” في “مهمة خارجية”.

تم تقديم راتب كبير للمقاتلين “المرتزقة” المحتملين يبلغ حوالي”3000 دولار، اعتماداً على المهارات والخبرات المحددة لكل شخص”. ولم يتضح ما إذا كان هذا المبلغ سيكون مقطوعاً أم مبلغاً شهرياً.

  • وكان الإعلان قد نشر على صفحة “فيسبوك” لشخص اسمه “عمار جولان” تابع لحساب “رجال مكتب أمن الفرقة الرابعة”.  وهي مجموعة خاصة لجنود الفرقة المدرعة الرابعة، تحت قيادة “ماهر الأسد”، شقيق الدكتاتور بشار الأسد، وتعتبر الفرقة الرابعة، واحدة من أهم وأكبر الفرق في جيش النظام.

الجذير بالذكر أنها أول محاولة تجنيد أجنبية حقيقية. حيث علق الراغبون بالانضمام للقتال مع القوات الروسية في أوكرانيا، بحماس، وطلبوا أرقاماً للتواصل وتقديم طلبات الانتساب.

ويعادل مبلغ الـ 3000 دولار حوالي 7.5 مليون ليرة سورية، وهو مبلغ ضخم في بلد انتشر فيه الدمار الاقتصادي.

بحسب الإعلان المنشور، كان مطلوباً من أولئك الذين يريدون الانضمام ” تقديم أسمائهم الكاملة وأرقام هواتفهم وتخصصاتهم عندما قاتلوا مع قوات الأسد؛ كما وضح الإعلان، أن المهام القتالية في أوكرانيا، سوف تكون “ميدانية، واقتحام مدن وتثبيت”.

ومع ذلك، أكد الإعلان، أن التسجيل محدود، ربما علامة على أن الروس يتطلعون في البداية إلى “التجربة” باستخدام المقاتلين السوريين بدلاً من فتح الباب على مصراعيه على الفور.

دعوة بوتين للحرب

من المرجح الآن أن تنتشر مراكز التجنيد في جميع أنحاء سوريا، حيث أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة لحمل السلاح يوم الجمعة.

وقال بوتين لوزير دفاعه في التلفزيون “إذا رأيت أن هناك أشخاصاً يريدون من تلقاء أنفسهم وليس من أجل المال أن يأتوا لمساعدة الناس الذين يعيشون في “دونباس” فعلينا أن نعطيهم ما يريدون وأن نساعدهم على الوصول إلى منطقة الصراع”.”

وقال وزير الدفاع “سيرغي شويغو” إن ما يقدر بنحو 16000 متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للانتشار.

  • وقال كل من البنتاغون ومسؤولون أمريكيون في حديث لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن روسيا تجند السوريين للقتال في أوكرانيا.

وكانت مجموعة “فاغنر“، وهي شركة شبه عسكرية خاصة، مرتبطة بالكرملين، قد جندت في السابق المئات من رجال الميليشيات الموالية للأسد والمعارضين السابقين للقتال في الصراع الليبي 2019-2020.

والجدير بالذكر أن وزارة الدفاع الروسية نشرت يوم الجمعة شريط فيديو يظهر على ما يبدو قوات جيش الأسد مستعدة للتوجه إلى أوكرانيا.


هل ترك الأسد وحيداً؟

في حين أن السماح للمرتزقة السوريين بالانضمام إلى القتال من شأنه أن يقلل من خطر إضافة المزيد من الجنود الروس إلى المعركة، إلا أن الأمر سيكون إشكالياً، ومحفوفاً بالمخاطر.

قال “كايل غلين”، المؤسس المشارك لموقع “أخبار الصراع-Conflict News “، إن ذلك يمكن أن يعطي جماعات المعارضة السورية مزيداً من الزخم والفرص، ويترك نظام الأسد مكشوفاً.

“إذا بدأ آلاف السوريين بالانضمام إلى الحرب في أوكرانيا، فإن ذلك سيضعف جيش الأسد في سوريا.

هيئة تحرير الشام” وغيرها يمكن أن تغتنم هذه الفرصة لشن هجوم وكسب المزيد من الأراضي”.

“عندما يكثف أحد الطرفين استخدامه للمرتزقة، فإن الطرف الآخر سيفعل ذلك أيضاً؛ يمكن أن يحفز مقاتلي المعارضة السورية على محاولة السفر إلى أوكرانيا. رأينا المقاتل السوري المعارض، “سهيل حمود”، المعروف أيضاً باسم “أبو التاو“، يعلن أنه يريد القتال هناك، انتقاماً من الاحتلال الروسي الذي، قتل السوريين وهجّر الملايين إلى جانب نظام الأسد.”

كيف يمكنني الذهاب إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب الجيش الأوكراني هل هناك طريقة؟ أنا مستعد.


بحسب وصف كايل غلين: “أعتقد أنها علامة على اليأس من روسيا إذا أحضروا قوات الجيش السوري. ذاك أن روسيا تشعر بالقلق تجاه الجنود الروس العائدين في التوابيت، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض الدعم للحرب.”

توابيت الجنود الروس القتلى في المعارك الجارية داخل المدن الأوكرانية. (الصورة- صفحة أخبار الصراع- تويتر)


مشكلة في المستقبل

روسيا هي أقوى داعم لنظام الأسد، حيث تدخلت بشكل حاسم في الحرب السورية خلال عام 2015 لإبقاء الأسد في السلطة.

الغزو الروسي لأوكرانيا، بدوره، تم دعمه من قبل حكومة بشار الأسد. ووصف الأسد الغزو بأنه ” استعادة التوازن العالمي “و”تصحيح للتاريخ”.

  • وقد تم مؤخراً تنظيم العديد من المسيرات والتجمعات المؤيدة لروسيا دعماً للغزو.

معظم المركبات العسكرية الروسية المشاركة في الصراع الأوكراني تحمل حرف “Z” مكتوباً على جوانبها ، وهو رمز يعرف الآن باسم “za pobedu”، ويعني “النصر“، والذي أصبح صرخة حشد لمؤيدي الغزو.

قام طلاب جامعيون في مدينة حمص بصنع أشكال بشرية على شكل حرف Z ورسموا الحرف على السيارات كدعم للغزو الروسي.

ومع ذلك، فإن الأزمة في أوكرانيا، وخاصة الخوف من نقص القمح العالمي والأسعار عند أعلى مستوى لها في 14 عاماً، ستضرب سوريا بشدة. على الرغم من المناخ الاقتصادي الحالي في البلاد، انخفض إنتاج القمح بأكثر من 60 في المائة خلال عام 2021 وحده، مما جعل المجاعة خطراً حقيقياً.

  • مع وجود أكثر من 12.4 مليون شخص يعانون حالياً من “انعدام الأمن الغذائي” وتشير التقديرات إلى أن 60 في المائة من السكان معرضون لخطر الجوع، فإن هذا سيخلق المزيد من اليأس الاقتصادي في جميع أنحاء سوريا.

سيؤدي هذا بلا شك إلى إنشاء مجموعة أكبر وأكثر يأساً من الرجال المتمرسين والجاهزين للقتال، المستعدين للمخاطرة بحياتهم من أجل أجر نقدي (كبير) في وقت يكون فيه المال نادراً والعمل محدوداً.

  • قد يكون العمل كمرتزقة في حرب خارجية أفضل خيار مالي لبعض السوريين في المناخ الحالي.

 

 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy