بالصور: حرائق المخيمات تزيد من بؤس النازحين السوريين

by admindiaa

 

*المصدر: Middle East Eye –ترجمة | أحمد بغدادي

 

 

يعيش العديد من السوريين بمخيمات النازحين حول إدلب في خيام ذات عزل رديء، وغالباً ما تكون للجهود المبذولة للحفاظ على الدفء عواقب مأساوية.

الشتاء يحمل معه خطراً آخر على النازحين السوريين الذين يعيشون في ريف إدلب – خطر البرد. بالنسبة لعشرات الآلاف الذين يعيشون داخل مخيمات في شمال سوريا، فإن الحفاظ على الدفء هو مصدر قلق كبير مثل اندلاع القتال بين المعارضة وقوات النظام. ولكن بدون بنية تحتية مناسبة، فإن معالجة حتى تلك الراحة الأساسية تشكل تهديداً على الحياة. إذا لم تكن هناك تدفئة، فإن متوسط درجات الحرارة داخل الخيام يبلغ درجتين مئويتين ويمكن أن تنخفض إلى ما دون الصفر. يحاول الكثيرون البقاء دافئين باستخدام الأفران المؤقتة التي كثيراً ما تشعل حرائق الخيام، مما يتسبب في الوفاة والإصابة.

ومن المفجع أن “عبد الفتاح الدغيم” يعرف المخاطر جيداً. وهو يعيش في خيمة بالقرب من بلدة سرمدا مع عائلته بعد فراره من قريته جرجناز، في إدلب أيضاً، بسبب القتال. وفي يناير/كانون الثاني، ترك شقيقه الذي كان يعيش في الخيمة المجاورة له موقداً دون مراقبة. وقد أشعل ذلك حريقاً امتد بسرعة إلى مسكن عبد الفتاح.

تمكنت زوجة عبد الفتاح من الفرار مع أربعة من أطفاله، لكن اثنتين من بناته كانتا نائمتين، في ذلك الوقت ظلتا محاصرتين في الداخل. تحدى عبد الفتاح الحرائق لإخراج أطفاله من النيران، حيث عانى من حروق في وجهه خلال العملية. وتم نقل الأطفال إلى مستشفى في تركيا حيث دخلت إحدى البنات، البالغة من العمر عاماً واحداً، إلى العناية المركزة ولا تزال تتلقى العلاج من إصابات الحروق التي لحقت بها. وتوفيت ابنته ياسمين، التي كانت في العاشرة من عمرها، متأثرة بجراحها بعد وقت قصير من وصولها إلى المستشفى.

بحسب والدها، كانت ياسمين تحب التعلم وتتوق للعودة إلى المدرسة في قريتها، حيث قالت إن الدروس أفضل من تلك الموجودة في المخيم. وقال عبد الفتاح إن جميع صور ابنته دمرت في الحريق، والصورة الوحيدة المتبقية لها هي تلك التي التقطت لها وهي ملقاة في المستشفى قبل وفاتها بفترة وجيزة، والتي احتفظ بها إلى جانب صور لآثار المأساة.

يعتقد هاني، شقيق عبد الفتاح، أن الرياح العاتية إما قلبت الموقد، مما أشعل النار التي أودت بحياة ابنة أخيه، أو أن “الديزل” المستخدم في تغذية الموقد ربما يكون قد تسرّب. ولم يقتصر الحريق على قتل الطفلة، بل دمر دراجة نارية وسيارة تابعة للأسرة، مما جعلهما دون وسيلة لكسب الرزق. وتنتشر مثل هذه الحرائق في المخيمات التي تؤوي السوريين في جميع أنحاء المنطقة. وعادة ما تبدأ بطريق الخطأ، نتيجة لخللٍ ما، أو الأسلاك المثبتة بشكل سيئ، وتسرب المياه إلى المعدات الكهربائية. غير أن الحريق المتعمد هو أيضاً سبب، كما أثبتت الحرائق التي دمرت 100 خيمة تؤوي لاجئين في لبنان المجاور.

وقد قدمت منظمة “الأيادي البيضاء-White Hands“، وهي منظمة غير حكومية محلية تعمل في المخيم، بعض المساعدة لعبد الفتاح. أعطت عائلته الضروريات، مثل الفرش والبطانيات والطعام وإسطوانات غاز للطهي، والأفران الخشبية، وهي الأكثر أماناً، حتى يتمكنوا من البدء مجدداً. وفي حين يشعر عبد الفتاح بالامتنان للمساعدة التي تلقاها، إلا أن الحلّ الحقيقي الوحيد لأخطار العيش في خيمة هو العودة إلى منازلهم في أمان أو إعادة إسكانهم في مساكن أكثر أماناً.

بدأت الحرب في سورية منذ عقد من الزمن، وقد تسببت في نزوح ملايين الأشخاص، مع حوالي 6.6 مليون لاجئ فروا من البلاد، و 6.1 مليون آخرين نزحوا داخلياً. لا توجد أرقام دقيقة لعدد القتلى خلال الحرب، ولكن اعتباراً من عام 2018، كان هناك ما لا يقل عن نصف مليون قتيل.

هناك القليل من البيانات حول عدد الحرائق التي حدثت في المخيمات، حيث لا يتم الإبلاغ عن بعض الحوادث ويتم التعامل معها على أساس مخصص من قبل سكان المخيم والمنظمات غير الحكومية العاملة مع النازحين.

ومع ذلك، فإن الحالات متكررة بما يكفي لعمال الإغاثة لجعل تعليم السكان حول السلامة من الحرائق أولوية. إذ يقول “عبد الرؤوف سلوم“، وهو من “جمعية سعيد الخيرية”، إن منظمته تزود سكان المخيم بمعدات أكثر أماناً وتعلمهم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، مثل إجراء فحوصات منتظمة لدرجة حرارة السخانات وضمان التهوية المناسبة.

لا يزال الركن الشمالي الغربي من سورية تحت سيطرة المعارضة بعد 10 سنوات من الصراع. كثير ممن يعيشون هناك نزحوا من مدن سورية أخرى. مؤخراً، في شباط 2020، كانت المنطقة على شفا أزمة إنسانية مع تقدم القوات الحكومية السورية في ريف إدلب. وجد أكثر من 700 ألف شخص أنفسهم يحاولون الفرار من الاقتتال. انتهى المطاف بالعديد من هؤلاء في مخيمات مثل التي يعيش فيها عبد الفتاح.


 

قد يعحبك أيضاً

دع تعليقاً

ياستخدامك لهذا النموذج أنت توافق على حفظ بيناتك في هذا الموقع

هذا الموقع يستخدم ما يسمى الكوكيز لتأمين أفضل خدمة لكم في زيارتكم لموقعنا، معظم المواقع الكبرى تستخدخ هذه التقنية موافق قراءة المزيد

Privacy & Cookies Policy